بشيء هو علته. وإذا وجب أن يكون ظهور العالم لا بشىء هو علته بطل أن يكون علة العالم شيئا.
وإذا بطل ذلك وجب أن يكون أمرا، يعنى قيام المبدع به،8 موافقا لوجوب الحكمة المتممة له. فعبر عن هذا الأمر بالحرفين اللذين هما الكاف والنون. فظن الجهلة المفترون أن صوت الكاف والنون كان موجودا عند المبدع سبحانه. ولو علموا أن هذا الصوت لظهور حرفي «كن» إنما هو بعد عبور مر احل كثيرة من الخلقة التى هى المبدعات ، والمنبعثات، والمكونات، والمركبات، والمطبوعات، والمواليد، وأنهما، أعنى حرفي «كمن»، لظهور هذه الكلمة كلمة10 من كلام العرب، لا بعرفها غيرهم من أهل اللغات.
ألا ترى أن العبارة عن أمر المبدع [39] سبحانه عند خلقه السماوات والأرض أنها بخلاف هذين الحرفين ? فإنه جل من[1 قائل يقول: فقال لها وللأرض، آئتيا طوعا أو كرها، قالتا أتينا طائعين. 12 و«ائتيا» أربعة أحرف،133 و«كن» حرفان، ومعناه أن ذكر حرفي «كن» عند ذكر الشيء المطلق،
صفحة ١٠١