الباب الثانو
في معرفة أمر الله جل جلاله
و لما أظهرنا افتخارنا على سائر الأمم وفرقها بالتوحيد الذي لم يبلغ إلى معرفته أحد غيرنا حسب ما2 يوازي [38] تنزيهه،3 وجب4 علينا أن ننظر إلى العلة التي بها ظهر العالم، أهى شىء من جنس العالم، أم هي شيء ليس هو من جنسه? لأن العلة إذا كانت من جنس العالم كانت الشيئية لازمة لها. وأية علة لزمتها5 الشيئية لزم معلولها6 مادة بكون ظهورها منها. فلما بطلت المادة وأضيف كون العالم إلى أنه لا من شيء كان ظهوره، وجب أن يكون أيضا لا
صفحة ١٠٠