تأييس الأيسيات، لا من أيس. فإذا هذه المقدمة 100 فاسدة وهذه الحكومة باطلة بأن الله جوهر. تعالى الله101 عن إفكهم وطغيانهم علوا كبيرا.
ويقال لهم في العلة: لم أجزتم القول بأن الله تعالى علة العالم ? ولا يخلو قولكم فيه من أحد وجوه ثلاثة : إما أن تقولوا بأنه علة، لم تسبق العالم ولا تأخر العالم عنه،10 أو هو علة فاعلة قد سبق العالم بمدة متناهية ، [34] أو هو علة فاعلة قد سبق العالم بمدة غير متناهية. فأي الأقاويل تقولون فيه يوجب تعطيلا و103 نفيا لما أومأتم إليه من أنه علة العالم. لأن البارىء إن كان علة العالم والعالم معلوله، ولم يتقدم أحدهما الآخر، بل متى وجد أحدهما وجد الآخر مقارنا له، فلم قلتم إن البارىء علة وجود العالم وهو لم يوجده ? وإن كان البارىء هو الذى أوجد العالم، فأوجده بعد أن كان معدوما، أو أوجده وهو محد. فإن أوجده بعد أن كان معدوما، فقد تقدم البارىء العالم حتى أمكنه إيجاده. وإن أوجده وهو موجود، فكيف يقدر على إيجاد الموجود؟ فإن لم يكن البارىء موجد العالم فليس هو بعلة له والعالم عند كم أبدا موجود . فالبارىء إذن معطل إذ لم يوجد شيئا ولا أظهر فعلا. وإن كان البارىء [35] سبق العالم بمدة
صفحة ٩٦