مباح الدم والحرمة والملك. ولاشك أن الحسين بن علي عليه32 السلام قد خرج عليه،33 ورأى جهاده وقتاله على نفسه فرضا لازما وحتما واجبا، أشد من مجاهدة الكفار وأهل الشرك، لأن الكفار وأهل الشرك لم يظهروا في دين الإسلام ما أظهره أئمتكم، وخاصة يزيد بن معاوية.
فقد صرح الله عز وجل بذكر كفره وبإمامة الحسين بن [124] علي عليه السلام فى آية جامعة، وذلك أن الله تعالى ذكره أرى نبيه صلى الله عليه وعلى آله في رؤياه ما يكون من الشجرة الملعونة، أعنى بذلك قوله: وإذ قلنا لك إن ربك أحاط بالناس وما جعلنا الرءيا التي أرينك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة فى القرءان ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغينا كبيرا.34 فنظرنا في هذه الآية لشريفة الجامعة فوجدناها قد ختمت بيزيدهم، فعلمنا وأيقنا أن المراد من الشجرة الملعونة فى القرآن35 يزيد الكافر. وقلنا إن الشجرة الملعونة لو كانت من لأشجار المنبوتة لم تستحق اللعنة36 لأن اللعن لا يلحق إلا الظلمة، كما قال الله : ألا لعنة الله على الظلمين.7 الظلمة لا يكونون إلا من جنس الناس.
صفحة ١٧٢