ونجحنا في الحصول على ميراثنا في البيت والأرض، ونجحنا في أكثر من ذلك، وهو أننا طلقناه؛ لأنه لم يكن أخانا.
أجل لقد طلقت أخي؛ لأني وجدت أن من حقي أن أحيا حياتي وأنا بعيدة عن هذه الشخصية المعاكسة المشاكسة ، فضلا عن حقي في ميراث أبوي.
وحين قرأت نعيه في الجرائد ذكرت المعاكسات التي لقيتها أنا وأختي منه كي ينهب حقنا بدعوى أنه «فاتح بيت»، وتنهدت، ولكني عجزت عن أن أقول: الله يرحمه.
الفصل الثامن
غرفة الخادمة
ومع أن «أسماء» كان يخالجها اليأس، فإنها كانت لا تزال تستمسك وتأمل ضد الأمل.
تزوجته عن حب يزيد على ما كان يكنه هو لها منه؛ فقد كان محاميا موهوبا، نال شهادة الحقوق ولم يبلغ الثانية والعشرين، وكان وسيما في قوامه، كما كان أنيقا في ذوقه؛ يتخذ الملابس التي تماثله، ويتحدث في ابتسام، ويسرع إلى تقديم المعونة التي تقتضيها الشهامة للآنسات.
عرفته «أسماء» وهي طالبة معه أيضا في كلية الحقوق، وجرفها الحب فلم تكن تطيق مفارقته؛ إذ كانت تذهب إلى منزله، أو يذهب هو إلى منزلها للمذاكرة، ومع أنه كان يسبقها في الدراسة بثلاث سنوات فإنهما كانا يتعللان بأن هناك موضوعات دراسية لا يزالان يشتركان فيها.
ولما نال الأستاذ أنيس شهادته وترك الكلية، كفت أسماء عن الاستمرار في الدراسة، وتم زواجهما، وسافرا الإسكندرية حيث كان مكان العمل الحر؛ أي المحاماة، الذي اختاره الأستاذ أنيس مؤثرا حريته على الوظائف الحكومية.
ولم تندم أسماء على تركها للدراسة؛ فإنها وجدت في أنيس كل ما تشتهيه الفتاة في الزواج من السعادة، ووجد زوجها الشهرة التي لم تتأخر كثيرا؛ فإنه أمضى السنة الأولى فيما يشبه الركود والكساد، ولكن الرخاء كان في السنة التالية؛ فإن كثيرا من الشركات عرفته وأقبلت عليه، وكان اختصاصه القضايا المدنية والتجارية.
صفحة غير معروفة