فإن قال: أليس قد روى أصحاب الحديث عن النبي صلى الله عليه واله أنه قال: " خير القرون القرن الذي أنا فيه، ثم الذين يلونه (1) " (2). وقال عليه السلام: " إن الله تعالى اطلع على أهل بدر، فقال: اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم " (3). وقال عليه السلام: " أصحابي كالنجوم، بأيهم اقتديتم اهتديتم " (4) فكيف يصح مع هذه الاحاديث أن يقترف (5) أصحابه السيئات، أو يقيموا على الذنوب والكبائر الموبقات ؟ ! قيل له: هذه أحاديث آحاد، وهي مضطربة الطرق والاسناد، والخلل ظاهر في معانيها والفساد، وما كان بهذه الصورة لم يعارض الاجماع ولا يقابل (6) حجج الله تعالى وبيناته الواضحات (7)، مع أنه قد عارضها من الاخبار التي جاءت بالصحيح من الاسناد، ورواها الثقات
---
(1) في ب: ثم الذي يليه. (2) مسند أحمد 2: 228، سنن أبي داود 4: 214 / 4657، صحيح مسلم 4: 1962 / 210، وفيها: خير أمتي القرن.. (3) مسند أحمد 1: 80 و2: 295، صحيح مسلم 4: 1941 / 161، صحيح البخاري 6: 363 / 383، سنن الدرامي 2: 313. (4) لسان الميزان 2: 137، تفسير البحر المحيط 5: 528، أعلام الموقعين 2: 223، كنز العمال 1: 199 / 1002، كشف الخفاء ومزيل الالباس 1 / 132. وانظر تلخيص الشافي 2: 246. (5) في م: يعترف. (6) في أ: يعترض الاجماعات ولا قايل، في ب: تعترض الاجماعات ولا تقابل. (7) في أ: وموضحاته.
--- [ 50 ]
صفحة ٤٩