301

الإفصاح عن معاني الصحاح

محقق

فؤاد عبد المنعم أحمد

الناشر

دار الوطن

تصانيف

-١٩٧ -
الحديث الخامس عشر: (متفق عليه من ترجمتين)
[هو في أفراد البخاري من رواية عائشة بنت سعد عن أبيها، قال: سمعت النبي ﷺ يقول: لا يكيد أهل المدينة أحد إلا انماع كما ينماع الملح في الماء.
وهو بمعناه في أفراد مسلم، عن عامر بن سعد عن أبيه في آخر حديث تحريم النبي ﷺ ما بين لابتى المدينة قال: ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص أو ذوب الملح في الماء.
وهو في أفراد مسلم عن سعد وأبي هريرة أنه ﷺ قال: اللهم بارك لأهل المدينة في مدهم.
وفيه: من أراد أهلها بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء].
* في هذا الحديث من الفقه شرف المدينة، صلى الله على ساكنها وسلم؛ وأنه لا يريد أحد أهلها بسوء إلا انماع؛ والانمياع في الحديث فيما أرى هو انفتات عزيمته وانتكاث صريمته. ولابتا المدينة: حرتاها.
* وفيه أن رسول الله ﷺ دعا لهم بالبركة في مدهم إشارة منه إلى أن الكيل يجلب إليهم في الأكثر.
* فأما الفقه في ذوب من يريد أهلها بسوء فإن من شأن الماء أن يجمد الأشياء

1 / 339