وقد أدى عدم وجود المرافئ الطبيعية وقلة وجود الأرصفة القارية إلى عدم اهتمام الأفريقيين بالبحر، فيما عدا الساحل الأفريقي الشمالي، والحقيقة أنه قلما توجد قارة لا يهتم أهلها بالبحر مثل أفريقيا إلا في أحوال نادرة.
الفصل الثالث
موجز التاريخ الجيولوجي
(1) التكوينات الأركية
كانت أفريقيا تكون جزءا من قارة أضخم هي جندوانالاند، بدأت تنكسر في الزمن الجيولوجي الثاني، وكان تكوين جنداونا أساسا من الصخور البلورية: الشيست، الكوارتز، الفيلليت، المرمر، وغير ذلك من الصخور الجوفية، بالإضافة إلى تداخل كتل جرانيتية ضخمة.
وفوق هذه القاعدة من الصخور القديمة تكونت الصخور الأحدث في طبقات تكاد تكون أفقية أو مائلة قليلا، ولكن عوامل التعرية وحركات الأرض اللاحقة قد أظهرت مساحات ضخمة من الصخور القديمة على سطح القارة الأفريقية.
وأكثر مناطق أفريقيا التي درست جيولوجيا دراسة جيدة هي جنوب أفريقيا، وقد انتهت الدراسات إلى وجود تكوينات قديمة جدا يطلق عليها خيز-سوازي
Kheis-swasi
في شمال وشرق الترنسفال، هذه التكوينات التي يظهر فيها الجرانيت والشيست، ترجع إلى قرابة 1200 مليون سنة، ومثل هذه الطبقات موجودة أيضا في جنوب غرب أفريقيا باسم تكوينات أبابيس
Ababis . وفي منطقة خط تقسيم المياه بين النيل والكنغو في إقليم الازاندي تظهر تكوينات مماثلة، وكذلك في هضبة غينيا العليا، وفي الأقسام الوسطى والغربية من الصحراء الكبرى ، وفي جبال البحر الأحمر، وهذه التكوينات في مجموعها تظهر فيها ظاهرة عدم التناسق، وهي في الغالب دليل على حدوث التواءات ضخمة سميت الالتواءات الأفريقية القديمة، تلاها فترة طويلة من التعرية. (2) تكوينات ما قبل الكمبري
صفحة غير معروفة