151

افحام اليهود

الناشر

دار القلم - دمشق

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٠هـ - ١٩٨٩م

مكان النشر

الدار الشامية - بيروت

وزعموا أنه -أي عبد الله بن سلام- قرر في شرع النكاح أن الزوجة لا تستحل بعد الطلاق الثالث إلا بنكاح رجل آخر ليجعل

= اليهود، ودخل عبد الله البيت. فقال رسول الله ﷺ: "أي رجل فيكم عبد الله بن سلام؟ " قالوا: أعلمنا وابن أعلمنا وأخيرنا وابن أخيرنا. فقال رسول الله ﷺ: "أفرأيتم إن أسلم عبد الله؟ " قالوا: أعاذه الله من ذلك -زاد في رواية: فأعاد عليهم فقالوا مثل ذلك- قال: فخرج عبد الله إليهم فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله. فقالوا: شرنا وابن شرنا، ووقعوا فيه. زاد في رواية: قال ابن سلام: هذا الذي كنت أخافه يا رسول الله. وإنما أسلم في المدينة المنورة في وقت شدة من الأمر، وقلة من المسلمين وضعف وحاجة، وأهل الأرض مطبقون على عداوتهم، واليهود والمشركون هم أهل الشوكة والسلاح. ثم أعز الله الإسلام وأهله وحاربهم النبي ﷺ بسبب غدرهم وتآمرهم ونقضهم العهود. ولم يأل عبد الله ﵁ جهدا في محاربة قومه اليهود وإعلام رسول الله ﷺ بعاداتهم ومكرهم. مات سنة ٤٣هـ في خلافة معاوية ﵁ وكان الصحابة ﵃ يرون أن فيه نزلت هذه الآية: ﴿وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ﴾. الاستيعاب ٣/ ٩٢١. فإذا كان رسول الله ﷺ لم يرَ عبد الله قبل الهجرة مطلقا. وقد نزل عليه أكثر الآيات فصاحة وإعجازا في مكة المكرمة. فكيف ينسبون الفصاحة المعجزة في القرآن إلى تأليف عبد الله بن سلام؟ ثم إن رسول الله ﷺ كانت تنزل عليه الآيات حضرا وسفرا بسبب سؤال ورد أو حادثة وقعت، وعبد الله بن سلام ﵁ بعيد كل البعد عن ذلك المكان، فكيف يعلمه؟!

1 / 155