150

افحام اليهود

الناشر

دار القلم - دمشق

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٠هـ - ١٩٨٩م

مكان النشر

الدار الشامية - بيروت

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

= هذا. وقد قام العالم والمفكر الفرنسي الطبيب موريس بوكاي بمقارنة بين الروايات القرآنية وروايات التوراة فيما يختص بهذا الموضوع، فتبين له أن الآيات القرآنية لا صلة لها البتة بالعهد القديم، ولا علاقة لها بتلك الأوهام التي يبرزها المعلقون على التوراة. انظر كتابه "القرآن والتوراة والإنجيل والعلم" ص٤٠ - ٤٧ و٥٢ - ٥٤ و٢٤٤ - ٢٤٨ و٢٥٤ - ٢٧١. أما عبد الله بن سلام ﵁ الذي يزعمون أنهم أصحبوه النبي ﷺ فقرأ عليه علوم التوراة وفقهها مدة، فهو أحد أحبار اليهود في المدينة، وهو من سبط يوسف بن يعقوب ﵉ وإذا كان النبي ﷺ لم يغادر مكة المكرمة قبل البعثة إلا مرتين تحت سمع قريش وبصرها كما سلف. ثم بعث في مكة بعد أن بلغ الأربعين، ومكث في مكة ينزل عليه القرآن أكثر من عشر سنوات. فأين كان عبد الله بن سلام؟ وفي بيت من كان يختبئ؟ ثم هاجر رسول الله ﷺ إلى المدينة، فعادته يهود بمن فيهم عبد الله بن سلام. أخرج البخاري عن أنس ﵁ قال: بلغ عبد الله بن سلام مقدم رسول الله ﷺ المدينة، فأتاه وقال: إني سائلك عن ثلاث لا يعلمهن إلا نبي: ما أول أشراط الساعة؟ وما أول طعام يأكله أهل الجنة؟ ومن أي شيء ينزع الولد إلى أبيه؟ ومن أي شيء ينزع إلى أخواله؟ فقال رسول الله ﷺ: "أخبرني بهن آنفا جبريل: أما أول أشراط الساعة، فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب. وأما أول طعام يأكله أهل الجنة فزيادة كبد حوت. وأما الشبه في الولد، فإن الرجل إذا غشي المرأة، فسبقها ماؤه كان الشبه له، وإذا سبقت كان الشبه لها". قال: أشهد أنك رسول الله. ثم قال: يا رسول الله، إن اليهود قوم بهت، فإن علموا بإسلامي قبل أن تسألهم بهتوني عندك. فجاءت =

1 / 154