وأخذ رضي الله عنه على طريق الشهرزور ووقع إلى موضع يعرف بالبير، ومن هناك أخذ دليلا، وسار حتى وصل إلى ماناذر بالروذبار، فلما عرف ماناذر خبره استقبله وخدمه وترتب في الموضع المعروف ببرزمى من أرض الديلم، وذلك في سنة ثلاث وخمسين وثلثمائة، وتتابع إليه المسلمون من سهل الديلم وجبلها، وقوم من الجيل، ونفر من طبرستان، فبايعوه وضم إليه ماناذر جمعا كثيفا من أصحابه ورئيسهم باكا ليجار بن أخته. وبث رضي الله عنه دعوته في النواحي، ثم نزل عن الجيل قاصدا هوسم وواليها أبو محمد الحسن بن الثائر جعفر بن محمد المعروف بأميركا فصمد أميركا هذا لحربه والتقيا، فاستظهر عليه ابن الثائر، وانحاز رضي الله عنه إلى ناحية مانادر، ثم جمع العساكر وعاود القتال ثانيا ومعه عدد كثير، ولحق به أبو محمد الحسن بن محمد الناصر من الري وهو ابن أخته، فلم يلبث له ابن الثائر في هذه الوقعة، وانهزم وتحصن في قلعة كانت في يده تعرف بقلعة (ليال استان) وراء هوسم على حد أرض الجيل، فتمكن رضي الله عنه من هوسم، وأنفذ أمره إلى الديلم، وتلقب ب (المهدي لدين الله) ونقاد له كثير من الجيل.
صفحة ١٤٣