ولا يقبل من المشركين عبدة الأصنام إلا الإسلام. ومن الأرض ما صولح أهله على النصف من ثمارهم كأهل فدك، وجعل النبي فدك له خاصة؛ لأنه لم يوجف
17
عليها المسلمون بخيل ولا ركاب. والأنفال: الغنائم في القتال. والصدقة أنواع هي: الزكاة وهي عشر الغلات التي تأتي من الأرض التي خلت من سكانها أو كانت مواتا فأحيوها، وصدقات الماشية هي زكاة السوائم من الإبل والبقر والغنم دون العوامل والمعلولة، والصدقات عروض التجارة. قال ابن حبيب:
18
أول ما بعث الله نبيه بالدعوة بعثه بغير قتال ولا جزية، فأقام على ذلك عشر سنين بمكة بعد نبوته يؤمر بالكف عنهم، ثم أنزل الله عليه:
أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا
الآية، وأمره بقتال من قاتله والكف عمن لم يقاتله، وقال الله عز وجل:
فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلا
ثم نزلت براءة لثمان سنين من الهجرة فأمره بقتال جميع من لم يسلم من العرب من قاتله أو كف عنه إلا من عاهده، ولم ينتقض من عهده شيئا فقال:
فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم ، وكل ذلك كان يؤخذ ممن اهتدوا إلى الدين الجديد، ومن بقوا على دينهم من اليهود والنصارى بعدل لا شطط فيه، يدفعه المسلمون والمعاهدون طيبة نفوسهم ولم يتبرم به أحد.
صفحة غير معروفة