غالب أبي الفرزدق، ويناقض الفرزدق في قصيدته التي يقول فيها:
يقولونَ زرْ حدراءَ والتُّربُ دونها ... وكيفَ بشيءٍ وصلهُ قدْ تقطّعا
فلستُ ولوْ عزَّتْ عليَّ بزائرٍ ... ترابًا على مرموسةٍ قدْ تضعضعا
وأهونُ مفقودٍ إذا الموتُ غالهُ ... على المرءِ منْ أصحابهِ منْ تقنّعا
يقولُ ابنُ خنزيرٍ بكيتَ ولمْ تكنْ ... على امرأةٍ عينا أخيكَ لتدمعا
وأهونُ رزءٍ لامرئٍ غيرِ عاجزٍ ... رزيَّةُ مرتجِّ الرَّوادفِ أفرعا
وما ماتَ عندَ ابنِ المراغةِ مثلها ... ولا تبعتهُ ظاعنًا حينَ دعدعا
الدعدعة: الدعاء بالمعز.
يرثي حدراء، ويهجو جريرًا، وكان سار إليها ليدخل بها، بعد أن ساق إليها صداقها، فبلغه هلكها في طريقه، وأشار إليه بعض أصحابه، أن يمضي حتى يلم بأهلها، ويزور قبرها، فأبى وانصرف وقال هذه القصيدة. فأجابه جرير:
وقفنا فحيّينا الدّيارَ ولا ترى ... مربعنا يومَ الحنينِ مربعا
وفيها يقول:
أتعدلُ يربوعًا خناثى مجاشعٍ ... إذا عدَّ بالأيدي القنا فتزعزعا
1 / 71