إيضاح المقالة فيما ورد بالإمالة
الناشر
دار النوادر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
مكان النشر
سوريا
تصانيف
فقد تركه نبيُّ الله ﷺ، وإن أستخلِفْ فقد استخلف مَنْ هو خير مني: أبو بكر (١).
وبه إلي الإمام أحمد، ثنا عبدُ الرزاق، ثنا معمر، عن الزهريِّ، عن سالم، عن ابن عمر: أنه قال لعمرَ: إني سمعتُ الناسَ يقولون مقالةً، فآليتُ أن أقولَها لك، زعموا أنك مستخلِفٌ، فوضع رأسَه ساعةً، ثم رفعه، فقال: إن الله- ﷿ يحفظ دينه، وإني إن لا أستخلِفْ، فإن رسولَ الله ﷺ لم يستخلفْ، وإن أستخلِفْ، فإن أبا بكر قد استخلف، قال: فو الله! ما هو إلا أن ذكرَ رسولَ الله ﷺ، وأبا بكر، فعلمت أنه لم يكن يعدِلُ برسولِ ﷺ أحدًا، وأنه غيرُ مستخلِف (٢).
وكل هذا يدل علي جواز الإستخلاف.
فصل
إذا علمتَ ذلك، فالإستخلافُ يُشترط له شروطٌ:
منها: أن يكون المستخلف صحيح الولاية.
ومنها: أن يستخلف من يصلح لذلك، فإن كان لا يصلح؛ لعدم وجود الشّروط أو بعضِها فيه، فاستخلافه له غير صحيح.
ومنها: أن يكون في حال الإستخلاف صحيح العقل.
_________
(١) رواه الإمام أحمد في "المسند" (١/ ٤٦) مطولًا.
(٢) رواه الإمام أحمد في "المسند" (١/ ٤٧)، وكذا رواه مسلم في "صحيحه" (١٨٢٣)، كتاب: الإمارة، باب: الإستخلاف وتركه، مطولًا.
1 / 87