إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل
محقق
وهبي سليمان غاوجي الألباني
الناشر
دار السلام للطباعة والنشر
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤١٠هـ - ١٩٩٠م
مكان النشر
مصر
اعْلَم أَنه إِذا ثَبت تَنْزِيه الله تَعَالَى عَن الْجِهَة والجوارح كَمَا تقدم وَجب تَأْوِيل هَذِه الْآيَات بِمَا يَلِيق بجلاله تَعَالَى
فَالْمُرَاد وَالله أعلم مزِيد الاعتناء والحراسة وَأَن ذَلِك بمرأى منا
قَالَ ابْن الْأَنْبَارِي الْعَرَب تجمع الْوَاحِد إِمَّا لتعظيمه كَقَوْلِه أمرنَا ونهينا وَمِنْه إِنَّا نَحن نحي الْمَوْتَى ﴿أم يحسبون أَنا لَا نسْمع سرهم ونجواهم﴾ أَو لإِقَامَة الْجمع مقَام الْوَاحِد كَقَوْل الْقَائِل سكنت فِي دُورنَا وَآذَيْت غلماننا وسرنا فِي السفن وَإِن كَانَت الدَّار والغلام والسفينة وَاحِدًا وَلَو حملت الْآيَات الْوَارِدَة على ظَاهرهَا لاستقبحت تِلْكَ الْعُيُون تَعَالَى الله وتقدس عَن ذَلِك وللزم أَن يكون مُوسَى ﵇ متلصقا بِالْعينِ وَعَلَيْهَا وَلزِمَ أَن تكون الْأَعْين آلَة لعمل الْفلك وَأَن تكون الْعين ظرفا للرسول ﵇
وَذَلِكَ لَا يَقُوله عَاقل فَوَجَبَ الْمصير إِلَى تَأْوِيله وَصَرفه عَن ظَاهره إِلَى مَا يَلِيق بِجلَال الله تَعَالَى وَوجه التَّجَوُّز بِالْعينِ عَن شدَّة الاعتناء أَن المعتني بالشَّيْء لمحبة أَو حَاجَة يكثر النّظر فِيهِ فَجعلت الْعين الَّتِي هِيَ آلَة النّظر كِنَايَة عَن مزِيد الاعتناء
وَمن جعل الْعين عبارَة عَن صفة لَا يعرف مَا هِيَ إِلَّا الله وَلَا معنى لَهَا فِي اللُّغَة فمردود كَمَا تقدم وَلَا يعول عَلَيْهِ
الْآيَة الثَّالِثَة عشر قَوْله تَعَالَى ﴿واصطنعتك لنَفْسي﴾ الْآيَة كتب
1 / 130