وإنما حكيت لك هذه المخارج مشروحة لتعلم أنها كلها جسمانية، ولا تحقق للحروف إلا بها، والبارئ منزه عن ذلك كله.
العاشر: وما صرتم إليه متحقق فيه قبل وبعد، وهما من خواص المحدثات ولوازمها،
الحادي عشر: الكلام على ما قلتم صفة فعلية لا ذاتية كما في الشاهد.
الثاني عشر: القدم لا يتصور فيه تجدد بل يتعلق بالموجودات، والكلام ليس كذلك لأن حقيقة مبنية من المتجددات في كل وقت وزمان كما في الشاهد.
الثالث عشر: إذا كان متكلمًا في الأزل على ما ذكرتم، فإما أن يكلم نفسه أو غيره لاستحالة تحقق المحدثات أزلًا، ولا جائز أن يكلم نفسه لعدم الفائدة في ذلك.
الرابع عشر: لو كان القديم ما ذكرتم، لما كان قارئه مثابًا في وقت عاصيًا في وقت، وكذلك كتابته ولمسه لأن الحقيقة الواحدة لا تختلف، أو لأن الثواب والعقاب لا يتحققان إلا على فعل الآدمي ومقدوره.
الخامس عشر: الخطوط تختلف والحروف تتفاوت والقديم ليس كذلك.
السادس عشر: إذا تكلمنا بكلامه يلزم أن نعلم علمه، ونقدر بقدرته، وإلا يلزم أن تكون القدرة على أحد المتساويين غير ثابتة على المساوي الآخر فيلزم الترجيح من غير مرجح وهو محال، لأن حقيقة الصفة القديمة من حيث هي صفة قديمة واحدة.
السابع عشر: لو كان هذا الكلام الذي نتلوه المنسوب إلينا تلاوته كلام الله حقيقة لصدق علينا: أنا نحن الآمرون الناهون المشرعون للأحكام وهذه النسبة منتفية بالإجماع.
الثامن عشر: لو جاز أن نتكلم بكلامه تعالى لجاز لزيد أن يتكلم بكلام عمرو وليس كذلك.
1 / 44