389

الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد

محقق

الدكتور سعد بن هليل الزويهري

الناشر

وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م

مكان النشر

قطر

تصانيف

فصل (٤٩)
يجبُ الإيمان بكلِّ ما أخبر به الصَّادق المصدوق ﷺ فيما مضى وفيما يستقبل.
وتستدل على حقيقته في صدرك بما تشاهده في أنك عما مضى على ما يستقبل، كما بدأ يعيد، وهو أهونُ عليه، بمعنى: وله (١) المثل الأعلى، [لا بمعنى] (٢): أن شيئًا مما أبداه وأعاده بعضه أهون من بعض، أو أن إعادته أهون من إبدائه، بل الكل هيّن عليه، وإنما خاطبنا على قدر فهمنا من مواجيدنا تنزلًا، ولهذا عزّ وامتنع عن صفات المخلوقين، وحكم بإتقان صنعه في مخلوقاته بإحكامه لها.
إذا علمتَ هذا فخروجُ الدجال اللعين، ونزول عيسى ابن مريم ﷺ من السماء، وطلوع الشمس من مغربها، وخروج دابة الأرض من موضعها، وظهور المهدي قبل نزول عيسى ﷺ وصلاته وراءه، وكونه ينزل تابعًا لشريعة محمد ﷺ واحدًا من أمته، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويزيل حكمها، ويريق الخمور، ولا يقبل من أهل الذمة وغيرهم إلا الإسلام، مما يجبُ الإيمانُ به، واعتقاد حقيقته، ومن كذّب بذلك كفر؛ لأن الصَّادق أخبر به (٣)، ومن كذَّب الصَّادق كفر.

(١) (وله) ليست في (ظ) و(ن).
(٢) في (ص): (بلا معنى)، وفي (ظ) و(ن) ما أثبته.
(٣) أخرج مسلم في صحيحه في كتاب الفتن، باب في الآيات التي تكون قبل الساعة =

1 / 395