الاعتقاد الخالص من الشك والانتقاد
محقق
الدكتور سعد بن هليل الزويهري
الناشر
وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٢ هـ - ٢٠١١ م
مكان النشر
قطر
تصانيف
أثبتوها، وأوجبوا الإيمان بها كما يشاء، وقد ذكر البخاريُّ في صحيحه رواية: "أنَّ الله يتنزَّل" (١)، وقال (٢) بعضهم: والتنزُّل غير النزول. والله ﷾ عالٍ في الدنوِّ دانٍ في العلوِّ.
وجميع الآيات والأحاديث الثابتاتِ من المجيء، والنزول، وإثبات الوجه، وغيرِ ذلك من الصفات أوجب العلماء الإيمانَ بها، وعدمَ الفكر فيها أو تصورِها (٣)، ومن تكلم فيها منهم تكلم بتأويلها (٤) على ما يليق بجلال الله ﷾، مع اعتقاد نفي جميع صفات المخلوقين.
وقد رُوِّينا في حديثٍ مرفوعٍ حسنٍ: أنَّ النبيَّ ﷺ قال: "تفكَّروا في آلاء الله، ولا تتفكروا (٥) في ذات الله" (٦). والكتاب العزيز ناطقٌ
_________
= انظر: شرح حديث النزول (ص ٤٥٧، ٤٤٥، ٢١٠)، ودرء التعارض (٢/ ٧ - ٨)، والاستقامة (١/ ٧٢ - ٧٣)، ونقض الدارمي (١/ ٢١٥).
(١) أخرجه البخاريّ في الدعوات، باب الدُّعاء نصف اللّيل (١١/ ١٢٨ - ١٢٩) رقم (٦٣٢) من حديث أبي هريرة ﵁ أن رسول الله ﷺ قال: "يتنَزَّل رَبَّنَا ﵎ كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث اللّيل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له؟ ".
(٢) في (ظ) و(ن): (قال) بدون واو.
(٣) المؤلف ﵀ يقصد بعدم الفكر في الصفات أو تصورها، هو البحث في كيفية الصفات؛ لأن الإنسان مهما بلغ فإنه لا يستطيع إدراك كنه الصفات، أو الإحاطة بها، أو تصورها، وحظ العبد الإيمان بها، وبما دلت عليه من المعاني، وتفويض الكيفية إلى الله ﷾.
(٤) المؤلِّف ﵀ لا يقصد بقوله: (بتأويلها) المعنى الباطل للتأويل؛ الذي هو صرف اللفظ من الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح؛ وإنما التأويل بمعنى التفسير؛ ويتضح هذا من خلال منهجه في إثبات الأسماء والصفات، مع نفي التأويل والتمثيل والتعطيل والتكييف في مواضع عدة من كتابه هذا، وسيأتي قريبًا - إن شاء الله - تعريف التأويل في (ص ١٥٥).
(٥) في (ظ) و(ن): (ولا تفكروا).
(٦) أخرجه الطبراني في الأوسط (٦/ ٢٥٠) رقم (٦٣١٩)، واللالكائي في شرح أصول =
1 / 116