مسألة وكان يقول إن الله تعالى قديم بصفاته التي هي مضافة إليه في نفسه وقد سئل هل الموصوف القديم وصفته قديمان فقال هذا سؤال خطأ لا يجوز أن ينفرد الحق عن صفاته ومعنى ما قاله من ذلك أن المحدث محدث بجميع صفاته على غير تفصيل وكذلك القديم تعالى قديم بجميع صفاته
مسألة وعظم عليه الكلام في الاسم والمسمى وتكلم أصحابه في ذلك فمنهم من قال الاسم للمسمى ومنهم من قال الاسم هو المسمى والقول الأول قول جعفر بن محمد والقول الثاني قول جماعة من متكلمي أصحاب الحديث الذين طلبوا السلامة أمسكوا وقالوا لا نعلم
وكان يذهب إلى أن أفعال العباد مخلوقة لله عز وجل ولا يجوز أن يخرج شيء من أفعالهم عن خلقه لقوله عز وجل
ﵟخالق كل شيءﵞ
ثم لو كان مخصوصا لجاز مثل ذلك التخصيص في قوله
ﵟلا إله إلا هوﵞ
وأن يكون مخصوصا أنه إله لبعض الأشياء وقرأ
ﵟوجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمةﵞ
وقرأ
ﵟعسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودةﵞ
وقرأ
ﵟوقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنينﵞ
وروى عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه سئل عن أعمال الخلق التي يستوجبون بها من الله السخط والرضا فقال هي من العباد فعلا ومن الله تعالى خلقا لا تسأل عن هذا أحدا بعدي
وكان أحمد يذهب إلى أن الاستطاعة مع الفعل وقرأ قوله عز وجل
ﵟانظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون سبيلاﵞ
وقرأ
ﵟذلك تأويل ما لم تسطع عليه صبراﵞ
والقوم لا آفة بهم وكان موسى تاركا للصبر وقرأ
ﵟولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتمﵞ
فدل على عجزنا ودل ذلك على ان الخلق بهذه الصفة لا يقدرون إلا بالله ولا يصنعون إلا ما قدره الله تعالى وقد سمي الإنسان مستطيعا إذا كان سليما من الآفات
صفحة ٢٩٩