193

باب آخر في الحكم والمواعظ

* كتب بعض الحكماء إلى بعض إخوانه: لا يغرنك جهالة الناس لسريرتك فيما فيك من الفضائح، ولا يؤمننك جسارة الناس على المعاصي عما تعلم من حقوق ربك، وانظر أن لا تسلط على من دونك دون الرحمة عليهم، وانظر أن لا تصير نفسك عبدا لمن فوقك فإنك تهلك ولا تشعر.

* لقمان لابنه: يا بني، خلق الإنسان ثلاثة أثلاث: ثلث لله، وثلث لنفسه، وثلث للدود والتراب، فالذي لله روحه، والذي لنفسه عمله، والذي للدود والتراب فجسده. يابني فالعاجز الخاسر من ينصب ويشقى للدود والتراب، ومن لم يرض برياضة الله لم يرض برياضة غيره.

* خطاب العابد: سمعت بعض المتعبدين يقول: طلب الجنة بلا عمل ذنب من الذنوب، وانتظار الشفاعة بلا سبب نوع من الغرور، وارتجاء الرحمة ممن لا يطاع حمق وجهالة.

* الحسن: العلم خير ميراث، والأدب أزين اللباس، والتقوى خير زاد، والعبادة أربح التجارة، والعقل خير قائد، وحسن الخلق خير وزير، والقناعة أفضل الغنى، والتوفيق خير عون، وذكر الموت خير مؤدب.

* ولبعضهم: إذا ذكرت قدرتك على الناس فاذكر قدرة الله عليك.

* زيد بن علي عليه السلام: كم من منقوص رابح، ومزيد مغبون يوم القيامة.

(235) وفي بعض مواعظ أهل البيت عليهم السلام: عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (( من استوى يوماه فهو مغبون ، ومن كان غده شرا من يومه فهو ملعون، ومن لم يكن في الزيادة فهو إلى نقصان، ومن كان إلى نقصان فالموت خير له )).

* وفي بعض الأخبار: من لم يعرف الزيادة من نفسه عز.

* الحسن: ما رأيت يقينا أشبه بالشك من يقين الناس بالموت مع غفلتهم عنه، وما رأيت صدقا أشبه بالكذب من قول بعض الناس: إنا نطلب الجنة مع عجزهم عنه.

(236) وفي بعض مواعظ أهل البيت عليهم السلام: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: (( المجنون من تمنى على الله جنته وهو يعصيه )).

صفحة ٢٢٥