(16) أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد، أخبرنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله بن سعيد، حدثني: أحمد بن يحيى بن زهير، حدثني: أحمد بن إسحاق، حدثني: أبو أحمد الزبيري، حدثنا سفيان[الثوري]، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ببعض جسدي فقال: (( كن في الدنيا كأنك غريب ، أو عابر سبيل، وعد نفسك في أهل القبور - ثم [ قال لي : يا ابن عمر ] إذا أصبحت فلا تحدث نفسك بالمساء، وإذا أمسيت فلا تحدث نفسك بالصباح، وخذ من صحتك لسقمك، ومن حياتك قبل مماتك، فإنك يا عبد الله ما تدري ما اسمك غدا )).
* وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: من جمع ست خصال لم يدع للجنة مطلبا، ولا عن النار مهربا، أوله عرف الله فأطاعه، وعرف الشيطان فعصاه، وعرف الحق فاتبعه، وعرف الباطل فاتقاه، وعرف الدنيا فرفضها، وعرف الآخرة فطلبها.
* وعن أمير المؤمنين علي عليه السلام: إن الدنيا أهون علي من عفطة عنز في فلاة.
* وقال: حبلك على غاربك اذهبي فقد طلقتك.
* وعنه أيضا: أخبرنا أبو حاتم أحمد بن الحسن، حدثنا زيد بن عبد الله بن مسعود الهاشمي، حدثنا المعتمر ابن الخطاب أبو الدنيا، قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب: الدنيا تغر، وتضر، وتمر.
* ولبعضهم: الدنيا خمرة الشيطان فمن سكر منها لم يفق إلا في عسكر الموتى، نادما بين الخاسرين.
(17) وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا )).
* وعن بعض الحكماء عن طريق عائشة: إنما الدنيا بمنزلة الماء يكفيك الري وما زاد على ذلك فهو بلاء وهم.
وفي بعض مواعظ أهل البيت عليهم السلام، عن أمير المؤمنين علي عليه السلام: الدنيا كمثل الماء الملح، كلما شرب منه العطشان ازداد عطشا حتى يقتله.
* وعن المسيح عليه السلام أنه قال: من هوان الدنيا على الله أنها لا يعصى إلا فيها، ولا ينال ما عند الله إلا بتركها.
صفحة ٤٤