171

إعتاب الكتاب

محقق

الدكتور صالح الأشتر

الناشر

مطبوعات مجمع اللغة العربية بدمشق

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٣٨٠ هـ - ١٩٦١ م

على أهل الذمة في بعض الأمور المعترضة، وقصره بعد على مكانه من الخاصة والسفارة بينه وبين الرؤساء، فأحسن التصرف في ذلك، وغلب على قلوب الملوك. واتفق أن عن له مطلب بحضرة إدريس بن يحيى بن علي الحسني بمالقة فأطال الثواء هنالك، واقترب من إدريس خف على نفسه، وأحضره مجالس أُنسه، فعتب عليه ابن جهور، وصرفه عن ذلك التصرف قبل قفوله، ثم عاد إلى حسن رأيه فيه. واجتذبه المعتضد عباد بن محمد، فهاجر عن وطنه إليه، ونزل في كنفه، وصار من خواصه، يجالسه في خلواته، ويسفر له في مهم رسائله، لفضل ما اُوتيه من اللسن والعارضة؛ ثم كتب له بعد أبي محمد بن عبد البر فكانت الكتب تفد من إنشائه إلى شرق الأندلس، فيقال: تأتي من إشبيلية كتب هي بالمنظوم أشبه منها بالمنثور! وهلك المعتضد، فأقره ابنه المعمتد محمد بن عباد على حاله، وزاد في تكرمته، وأعرض عن الساعين به، واستعمل بعد وفاته ابنه أبا بكر محمد بن أبي الوليد.

1 / 213