31

مؤلفات السعدي

محقق

إبراهيم الإبياري

الناشر

دارالكتاب المصري-القاهرة ودارالكتب اللبنانية-بيروت

رقم الإصدار

الرابعة

سنة النشر

١٤٢٠ هـ

مكان النشر

القاهرة / بيروت

فأما قولنا أطنب وأسهب، فقوله عز من قائل: (وَلْتَأْتِ طائِفَةٌ أُخْرى لَمْ يُصَلُّوا) «١» ولو قال: ولتأت طائفة أخرى «٢» لم يصلوا فليصلوا معك، كان حسنًا أيضًا، لكنها وصفت بقوله (أُخْرى) «٣» إطنابا في الكلام، كما قال: (لا تَتَّخِذُوا إِلهَيْنِ اثْنَيْنِ) «٤» وقال: (وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى) «٥» وقال: (فَإِذا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ واحِدَةٌ) «٦» . وقال: (أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ) «٧» فيمن رفع، لأن المعنى: لهم عذاب أليم من عذاب لأن الرجز: العذاب، بدلالة قوله: (فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزًا مِنَ السَّماءِ) «٨» وقوله تعالى: (لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ) «٩» وقال: (فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلى أَجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ) «١٠» وفي موضوع آخر: (فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِذا هُمْ) «١١» . قال أبو علي: ومن قال: لهم عذاب من رجز أليم، فرفع «أليمًا» كان المعنى: لهم عذاب أليم من عذاب. وليست فائدته كذلك. فالقول في ذلك أمران: أحدهما أن الصفة قد تجيء على وجه التأكيد، كما أن الحال قد تجىء كذلك في قوله تعالى: (وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا) «١٢» .

(١) النساء: ١٠٢. (٢) كذا في الأصل، والأولى حذف كلمة «الأخرى» ليصح الاستشهاد. (٣) النساء: ١٠٢. (٤) النحل: ٥١. (٥) النجم: ٢٠. (٦) الحاقة: ١٣. [.....] (٧) سبأ: ٥. (٨) البقرة: ٥٩. (٩) الأعراف: ١٣٤. (١٠) الأعراف: ١٣٥. (١١) الزخرف: ٥٠. (١٢) البقرة: ٩١.

1 / 34