مؤلفات السعدي
محقق
إبراهيم الإبياري
الناشر
دارالكتاب المصري-القاهرة ودارالكتب اللبنانية-بيروت
رقم الإصدار
الرابعة
سنة النشر
١٤٢٠ هـ
مكان النشر
القاهرة / بيروت
الباب الرابع
هذا باب ما جاء في التنزيل وقد حذف منه حرف الجر فمن ذلك قوله تعالى: (اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ) «١» . التقدير: اهدنا إلى الصراط، فحذف «إلى»، دليله قوله تعالى: (وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ) «٢»، وقوله تعالى: (وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِراطًا) «٣» لأن العرب تقول:
هديته إلى الطريق فإذا قال: هديته الطريق، فقد حذف «إلى» .
ومن ذلك قوله تعالى: (وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ أَنَّ) «٤» أي:
بأن لهم، فحذف الباء وانتصب «أن» على مذهب سيبويه، وبقي الجر عند الخليل والكسائي. وحجاجهم مذكور في الخلاف.
وعلى هذا جميع ما جاء فى التنزيل من قوله: (يُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا) «٥» في/ بني إسرائيل والكهف، دليله ظهوره في قوله تعالى: (بَشِّرِ الْمُنافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ) «٦» . وقوله: (يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ) «٧»، وقوله: (فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ) «٨»، وقوله: (بَشَّرْناكَ بِالْحَقِّ) «٩»، وقوله: (يُبَشِّرُكَ بِيَحْيى) «١٠»، وقوله: (لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ) «١١» .
ومن ذلك قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها) «١٢» أي: لا يستحيى من ضرب المثل، فحذف «من» . ويكثر
(١) الفاتحة: ٥. (٢) الشورى: ٥٢. (٣) النساء: ١٧٥. (٤) البقرة: ٢٥. (٥) الإسراء- بني إسرائيل: ٩، الكهف: ٢. (٦) النساء: ١٣٨. (٧) التوبة: ٢١. (٨) هود: ٧١. (٩) الحجر: ٥٥. (١٠) آل عمران: ٣٩. (١١) مريم: ٩٧. [.....] (١٢) البقرة: ٢٦.
1 / 106