308

إعراب القرآن للأصبهاني

الناشر

بدون ناشر فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٥ هـ - ١٩٩٥ م

مكان النشر

الرياض

والثاني: أنّ (أهون) بمعنى (هين). كما قال:
لعمرُكَ مَا أدرِي وإني لأوجَلُ ... على أيِّنا تَعدُو المنيةُ أوّلُ
وقال آخر:
تَمنى رجالٌ أنّ أموتَ وإنْ أمت ... فَتِلك سبيلٌ لستُ فيها بأوحَدِ
أي: بواحدٍ، وهذا قول أهل اللغة.
والقول الثالث: أنّ الهاء في عليه تعود على (الخلق)، أي: والإعادة على الخلق أهون من النشأة الأولى؛ لأنَّه إنما يقال له كن فيكون، وفي النشأة الأولى: كان نطفةً ثم علقةً ثم مضغةً، ثم عظامًا ثم كسيت العظام لحمًا ثم نفخ فيه الروح، فهذا على المخلوق صعب والإنشاء يكون أهون عليه، وهذا قول النحويين، ويروى مثله عن ابن عباس.
قال الفراء: حدثني حَبَّان عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: (وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) يقول على المخلوق، لأنّه يقول له يوم القيامة " كن فيكون ".
فأما ما يروى عن مجاهد من أنّه قال: الإنشاء عليه أهون من الابتداء. فقول مرغوب عنه، لأنّه لا يهون عليه شيء دون شيء ﵎.
* * *
قوله تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ (٤١»
قيل: البر: أهل البادية، والبحر: القرى التي على الأنهار العظيمة، هذا قول قتادة.
قال مجاهد: البر: ظهر الأرض، والبحر: البحر المعروف " تؤخذ كل سفينةٍ غصبا ".
وقيل: البر: الأرض القفر. والبحر: المجرى الواسع للماء عذبًا كان أو مالحًا.

1 / 307