394

خرجت بها نمشي تجر وراءنا نمشي: حالا منهما، وتجر حالا من ضمير المؤنث خاصة، لأنه لو قيل: أنا وهي تجر وراءنا لم يجز أن يكون تجر خبرا عنها، لأن تجر وتحمل إنما يتقدران بمفرد، أي حاملة وجارة، وإذا صرحت بهذا المفرد لم يمكن أن يكون حالا منهما.

و{كافة} لدلالته على معنى: جميع، يصلح أن يكون حالا من الفاعل في: ادخلوا، ومن السلم، بمعنى شرائع الإسلام، لأنك لو قلت: الرجال والنساء جميع في كذا، صح أن يكون خبرا.

لا يقال كافة لا يصلح أن يكون خبرا، لا تقول: الزيدون والعمرون كافة، في كذا، فلا يجوز أن يقع حالا على ما قررت، لأن امتناع ذلك إنما هو بسبب مادة: كافة، إذ لم يتصرف فيها، بل التزم نصبها على الحال، لكن مرادفها يصح فيه ذلك، وقوله: والمراد بالكافة الجماعة التي يكف مخالفها، يعني: أن هذا في أصل الوضع، ثم صار الاستعمال لها لمعنى: جميعا، كما قال هو وغيره، وكافة: معناه جميعا.

{هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملئكة}؟ هل: هنا للنفي، المعنى: ما ينظرون، ولذلك دخلت إلا، وكونها بمعنى النفي إذ جاء بعدها: إلا، كثير الاستعمال في القرآن، وفي كلام العرب، قال تعالى: {وهل نجازي إلا الكفور}(سبأ: 17) فهل يهلك إلا القوم الظالمون}(الأنعام: 47) وقال الشاعر:

وهل أنا إلا من غزية إن غوت

غويت، وإن ترشد غزية أرشد }و: ينظرون، هنا معناه: ينتظرون، تقول العرب: نظرت فلانا انتظره، وهو لا يتعدى لواحد بنفسه إلا بحرف جر. قال امرؤ القيس:

فإنكما إن تنظراني ساعة

من الدهر تنفعي لدى أم جندب ومفعول: ينظرون، هو ما بعد إلا، أي: ما ينتظرون إلا إتيان الله، وهو استثناء مفرع، قيل: وينظرون هنا ليست من النظر الذي هو تردد العين في المنظور إليه، لأنه لو كان من النظر لعدى بإلى، وكان مضافا إلى الوجه، وإنما هو من الانتظار. انتهى.

صفحة ٤٣١