29

إعراب ما يشكل من ألفاظ الحديث

محقق

حققه وخرج أحاديثه وعلق عليه د. عبد الحميد هنداوي

الناشر

مؤسسة المختار للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٠هـ - ١٩٩٩م

مكان النشر

مصر/ القاهرة

بَاب الْبَاء فِي إِعْرَاب مَا يشكل من الحَدِيث [١٠] فِي حَدِيث الْبَراء بن عَازِب تَوْجِيه رِوَايَة مد صَوته. وَالْفرق بَين مد ومدى (٥٧) فِي حَدِيث الْبَراء: " يغْفر للمؤذن مد صَوته ". قَالَ الشَّيْخ ﵀: الْجيد عِنْد أهل اللُّغَة: " مدى صَوته " وَهُوَ ظرف مَكَان. وَأما مد صَوته فَلهُ وَجه وَهُوَ يحْتَمل شَيْئَيْنِ: أَحدهمَا: أَن يكون تَقْدِيره: مَسَافَة مد صَوته. وَالثَّانِي: أَن يكون الْمصدر بِمَعْنى الْمَكَان، أَي ممتد صَوته، وَهُوَ مَنْصُوب لَا غير. وَفِي الْمَعْنى على هَذَا وَجْهَان: أَحدهمَا: لَو كَانَت ذنُوبه تملأ هَذَا الْمَكَان لغفرت لَهُ. وَهُوَ نَظِير قَوْله ﵇ إِخْبَارًا عَن الله ﷿: " لَو جئتني بقراب الأَرْض خَطَايَا " أَي: مَا يملؤها من الذُّنُوب. وَالثَّانِي: مَعْنَاهُ يغْفر لَهُ من الذُّنُوب مَا فعله فِي زمَان مُقَدّر بِهَذِهِ الْمسَافَة. حذف الْمُضَاف وَإِقَامَة الْمُضَاف إِلَيْهِ مقَامه (٥٨) وَفِي حَدِيثه: " فَمَا فرحوا بِشَيْء فَرَحهمْ بِهِ " مَنْصُوب لَا غير. وَالتَّقْدِير: فرحوا فَرحا مثل فَرَحهمْ فَحذف الْمصدر، وأقيم الْمُضَاف إِلَيْهِ مقَامه.

1 / 42