أفرد الضَّمِير حملا على لفظ " من "، ثمَّ جمعه على مَعْنَاهَا كَقَوْلِه تَعَالَى: ﴿بلَى من أسلم وَجهه لله﴾ .
ثمَّ قَالَ: ﴿وَلَا خوف عَلَيْهِم وَلَا هم يَحْزَنُونَ﴾ .
تَوْجِيه حَدِيث " إِلَّا جعل لَهُ شُجَاع أَقرع "
(٢٣٩) وَفِي حَدِيثه: " مَا من عبد لَا يُؤَدِّي زَكَاة مَاله إِلَّا جعل لَهُ شُجَاع أَقرع " كَذَا وَقع فِي هَذِه الرِّوَايَة (شُجَاع) بِالرَّفْع.
وَالْأَكْثَر النصب، وَوَجهه: أَنه جعل " شُجَاع " هُوَ الْقَائِم مقَام الْفَاعِل، وَالْمَال الْمُقدر مَفْعُولا ثَانِيًا كَمَا قَالُوا: " أعطي دِرْهَم زيدا ".
وَيجوز أَن يكون شجاعا هَهُنَا الْقَائِم مقَام الْفَاعِل، وَلَا يقدر مفعول ثَان كَمَا نقُول: وكل بِهِ شُجَاع.
تَوْجِيه رِوَايَة " نَقَصُوا من أُجُورهم كل يَوْم قِيرَاط "
(٢٤٠) وَفِي حَدِيث عبد الله بن عمر قَوْله: " وَأَيّمَا قوم اتَّخذُوا كَلْبا لَيْسَ بكلب حرث أَو صيد أَو مَاشِيَة نَقَصُوا من أُجُورهم كل يَوْم قِيرَاط ".
هَكَذَا وَقع فِي هَذِه الرِّوَايَة " قِيرَاط " بِالرَّفْع. وَالصَّوَاب (قيراطا) بِالنّصب؛ لِأَن نَقَصُوا قد يضمن ضميرا يقوم مقَام الْفَاعِل وَهُوَ الْوَاو. فقيراطا هُوَ الْمَفْعُول الثَّانِي، وَقد وَقع فِي الْمسند معنى هَذَا الحَدِيث بِأَلْفَاظ أخر وَمِنْهَا: " نقص من أجره كل يَوْم قِيرَاط " وَالرَّفْع على هَذَا جَائِز على مقَام الْفَاعِل، وَأما الرّفْع فِي هَذَا الحَدِيث فيوجه على أَنه خبر مُبْتَدأ مَحْذُوف أَي: قدر النَّقْص قِيرَاط، وَهُوَ على بعده، جَائِز.