الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ
محقق
سالم بن غتر بن سالم الظفيري
الناشر
دار الصميعي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
[تَارِيخُ الرُّومِ وَالقِبْطِ وَالنَّصَارَى] (^١)
قَالَ: "وَأَمَّا الرُّومُ فَأَرَّخَتْ بِقَتْلِ (دَارَا بْنِ) (^٢) دَارَا إِلَى ظُهُورِ الفُرْسِ عَلَيْهِمْ. وَأَمَّا الْقِبْطُ فَأَرَّخَتْ بِبُخْتْنَصَّرَ (^٣) إِلَى قِلَابَطْرَة (^٤) صَاحِبَةِ مِصْرَ. وَأَمَّا الْيَهُودُ فَأَرَّخَتْ بِخَرَابِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ (^٥). وَأَمَّا النَّصَارَى فَبِرَفْعِ عِيسَى الْمَسِيحِ ﵇" (^٦).
وَقَالَ أَبُو مَعْشَرٍ (^٧): "التَّوَارِيخُ أَكْثَرُهَا مَدْخُولٌ وَالْفَسَادُ يَعْتَرِيهَا؛ مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ يَأْتِي عَلَى سِنِيِّ أُمَّةٍ مِنَ الْأُمَمِ زَمَانٌ مِنَ الْأَزْمِنَةِ، وَتَطُولُ أَيَّامُهُ، فَإِذَا نَقَلُوهُ مِنْ كِتَابٍ إِلَى كِتَابٍ، أَوْ مِنْ لِسَانٍ إِلَى لِسَانٍ يَقَعُ فِيهِ الْغَلَطُ، إِمَّا بِالزِّيَادَةِ فِيهِ أَوِ النُّقْصَانِ مِنْهُ؛ كَالْغَلَطِ الَّذِي وَقَعَ بَيْنَ آدَمَ وَنُوحٍ وَالْأَنْبِيَاءِ فِي السِّنِينَ، فَإِنَّ الْيَهُودَ اخْتَلَفُوا فِي ذَلِكَ اخْتِلَافًا مُتَفَاوِتًا (^٨). وَكَذَا مَا وَقَعَ فِي تَوَارِيخِ الْفُرْسِ -مَعَ اتِّصَالِ مُلْكِهِمْ إِلَى أَنْ زَالَ- فِي تَخْلِيطٍ كَثِيرٍ".
ثُمَّ إِنَّ الدَّلِيلَ عَلَى صِحَّةِ مَا ذَكَرَهُ أَبُو مَعْشَرٍ قَوْلُهُ ﷺ: "لا تُجَاوِزُوا
(^١) في هامش ب. وهذا المبحث عند: العماد الأصبهاني، الفتح القسي، ص ٤٥، العيني، عمدة القاري، ١٧/ ٦٦. وانظر: التهانوي، كشاف اصطلاحات الفنون، ١/ ٣٦٦، ٣٦٩. وقال ابن حزم: "وأخبار الروم إنما تصح من عهد الإسكندر لا ما قبل ذلك". انظر: مراتب العلوم، ص ٧٩.
(^٢) في أ: دارين، وهو تحريف، والتصويب من باقي النسخ، ومن: التونجي، المعجم الذهبي، ص ٢٥٢.
(^٣) انظر: الطبري، تاريخ، ١/ ٥٥٨.
(^٤) هي: كليوبترا المعروفة. انظر: ابن الأثير، الكامل، ١/ ٢٩٤.
(^٥) انظر: ابن كثير، بداية، ٢/ ٣٦١ - ٣٧٤. وقال ابن حزم: "وأما تاريخ بني إسرائيل فأكثره صحيح وفي بعضه دَخَلٌ". انظر: مراتب العلوم، ص ٧٩.
(^٦) انظر: ابن كثير، بداية، ٢/ ٥٠٧ - ٥١٨.
(^٧) انظر: حمزة الأصبهاني، تاريخ سني ملوك الأرض، ص ١٠.
(^٨) في أ: متوافرًا، والمثبت من باقي النسخ.
1 / 262