الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ
محقق
سالم بن غتر بن سالم الظفيري
الناشر
دار الصميعي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
الشَّرِيفِ، وَكَانَ يُصَلِّي لِكُلِّ تَرْجَمَةٍ رَكْعَتَيْنِ (^١).
قُلْتُ: وَاسْتِوَاؤُهُمَا ظَاهِرٌ؛ فَإِنَّهُ لَا يُتَوَصَّلُ لِلْحُكْمِ عَلَى الحَدِيثِ إِلَّا بِهِ) (^٢).
وَيُسْتَفَادُ مِنْ أَثْنَاءِ (^٣) هَذَا الْفَنِّ مَا لَعَلَّهُ مُنْدَرِجٌ فِي عُلُومِ أُخَرَ كَـ: السِّيَاسَةِ؛ الْعِلْمُ الَّذِي يُتَعَرَّفُ مِنْهُ أَنْوَاعُ الرِّيَاسَاتِ وَالسِّيَاسَاتِ، وَالاِجْتِمَاعَاتِ الْفَاضِلَةِ وَالْمُرْدِيَةِ، وَتَوَابِعُ ذَلِكَ.
وَكَـ: عِلْمِ الْأَخْلَاقِ الَّذِي يُعْلَمُ مِنْهُ أَنْوَاعُ الْفَضَائِلِ وَكَيْفِيَّةُ اكْتِسَابِهَا، وَأَنْوَاعُ الرَّذَائِلِ وَكَيْفِيَّةُ اجْتِنَابِهَا.
وَكَـ: عِلْمِ تَدْبِيرِ الْمَنْزِلِ الَّذِي يُعْلَمُ مِنْهُ الْأَحْوَالُ الْمُشْتَرِكَةُ بَيْنَ الْإِنْسَانِ، وَزَوْجِهِ، وَوَلَدِهِ، وَخَدَمِهِ، وَوَجْهُ الصَّوَابِ فِيهَا.
وَمِمَّا بَلَغَنَا أَنَّ بَعْضَ نُدَمَاءِ الأَشْرَفِ بَرْسْبَاي مَدَحَهُ بِكَوْنِهِ (^٤) أَغْنَى الْفُقَهَاءِ بِمَا انْفَرَدَ بِهِ عَنْ كَثِيرِينَ مِمَّنْ قَبْلِهِ -يَعْنِي فَإِنَّهُ (^٥) بَنَى مَدْرَسَةً بِالْقَاهِرَةِ وَبِالصَّحْرَاءِ وَبِالْخَانِقَاهْ (^٦) وَغَيْرِ ذَلِكَ- فَقَالَ: "إِنَّ مَنْ سَبَقَنَا كَانَ فُقَهَاؤُهُمْ غَيْرَ مُوَافِقِينَ لَهُمْ، فَقَصَّرُوا فِي جَانِبِهِمْ لِذَلِكَ، وَفُقَهَاؤُنَا لَا يُخَالِفُونَا، فَلَا أَقَلَّ مِنْ أَنْ نَسْمَحَ لَهُمْ بِحِطَامِ الدُّنْيَا".
(^١) انظر: الذهبي، سير، ١٢/ ٤٠٠، ٤٠٤. (^٢) هذه الفقرة ساقطة من ب. (^٣) في باقي النسخ: أنباء. (^٤) في ق، ز: بكون. (^٥) في ز: بأنه. (^٦) الخانقاه: هي كلمة فارسية تعني محلًّا للتعبد والتزهد والبعد عن الناس. انظر: محمد أحمد دهمان، معجم الألفاظ التاريخية في العصر المملوكي، ص ٦٦؛ مصطفى الخطيب، معجم المصطلحات والألقاب التاريخية، ص ١٥٨.
1 / 175