الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ

شمس الدين السخاوي ت. 902 هجري
121

الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ

محقق

سالم بن غتر بن سالم الظفيري

الناشر

دار الصميعي للنشر والتوزيع

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م

مكان النشر

الرياض - المملكة العربية السعودية

تصانيف

اسْتِقَامَةٍ فِي الْأَحْوَالِ، كَانَ بِالنِّعَمِ مُذَكِّرًا، وَمَا شَاهَدُوا فِيهِ مِنَ الإِخْتِلَالِ كَانَ مُنَبِّهًا وَمُنْذِرًا. وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ﵀ (^١): إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ فِي مَنَامِي. فَقَالَ لَهُ: يَا هَذَا، إِنَّ اللهَ تَعَالَى بَعَثَ نَبِيَّهُ ﷺ بَشِيرًا وَنَذِيرًا، فَمَنْ كَانَ عَلَى خَيْرٍ بَشَّرَهُ وَأَمَرَهُ بِالزِّيَادَةِ، وَمَنْ كَانَ عَلَى شَرٍّ حَذَّرَهُ وَأَمَرَهُ بِالتَّوْبَةِ. وَالاِطِّلَاعُ فِي أَخْبَارِ النَّاسِ مِرْآةُ النَّاظِرِ، يَصْدُقُ، فَيُرَغِّبُ فِي الْمَحَاسِنِ، وَيُرَهِّبُ مِنَ الْقَبَائِحِ، وَيُهَذِّبُ (^٢) ذَوِي الْبَصَائِرِ وَالْقَرَائِحِ، وَبِهَا يُذَكِّرُ اللهُ مِنْ عِبَادِهِ مَنْ يَرَاهُ أَهْلًا لِذِكْرِهِ، وَمُسْتَوْجِبًا لِكَرِيمِ ثَوَابِهِ وَأَجْرِهِ"] (^٣). وَقَالَ أَبُو القَاسِمِ مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ المَدِينِيُّ (^٤) (الْحَنَفِيُّ) (^٥) نَزِيلُ بَلْخَ، وَمُؤَلِّفُ "النَّافِعُ" (^٦) فِي فِقْهِهِمْ، فِي"تَارِيخُ بَلْخَ" (^٧) الَّذِي أَلَّفَهُ فِي سَنَةِ ثَمَانٍ وَثَلَاثِينَ (^٨) وَخَمْسِ مِائَةٍ، وَجَعَلَهُ مُتَوَسِّطًا لِقِلِّةِ رَغْبَةِ النَّاسِ وَضَعْفِ هِمَّتِهِمْ إِنْزَالًا لَهُمْ مَنَازِلَهُمْ، وَتَكْلِيمًا مَعَهُمْ عَلَى قَدْرِ عُقُولِهِمْ، وَخَتَمَهُ بِأَحْوَالِهِ وَتَصَانِيفِهِ فِيمَا ذَكَرَهُ مِنْ مَنَافِعِهِ، بِزِيَادَةِ بَعْضِ أَلْفَاظٍ فِي غَيْرِ مَحلٍّ مِنْ مَوَاضِعِهِ: "فِيهِ إِحْيَاءُ ذِكْرِ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ مِنْ عُلَمَائِهَا وَالطَّارِئِينَ عَلَيْهَا، فَإِنَّ ذِكْرَهُمْ (^٩)

(^١) في أ، ق، ز: ﵁، والمثبت من ب. (^٢) في ق، ز: مهذب. (^٣) هنا ينتهي السقط من أ، والمثبت من باقي النسخ. (^٤) في ق، ز: المدني. (^٥) ساقط من ز. والمشار إليه: عالم بالتفسير والحديث (، ٥٥٦ هـ). انظر: القرشي، الجواهر المضية، ٣/ ٤٠٩. (^٦) طُبع بتحقيق: إبراهيم العبود، نشر: مكتبة العبيكان، السعودية، ط ١، ١٤٢١ هـ ٢٠٠٠ م. (^٧) وهو مفقود، وسيورده السخاوي لاحقًا. (^٨) في أ: ثلاث وثمانين، وهو تحريف مقلوب، والتصويب من باقي النسخ ومن: ترجمته. (^٩) في ق: ذكر، وفي ز: ذكرها.

1 / 122