الإعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ
محقق
سالم بن غتر بن سالم الظفيري
الناشر
دار الصميعي للنشر والتوزيع
رقم الإصدار
الأولى
سنة النشر
١٤٣٨ هـ - ٢٠١٧ م
مكان النشر
الرياض - المملكة العربية السعودية
تصانيف
[غَرِيبَةٌ لَطِيفَةٌ] (^١)
وَمِنْ غَرَائِبِهِ أَنَّ شَخْصًا جُهَنِيًّا كَانَ مِنْ نُدَمَاءِ الْمُهَلَّبِيِّ (^٢) فَكَانَ يَأْتِي بِالطَّامَّاتِ، فَجَرَى مَرَّةً حَدِيثُ النُّعْنُعِ فَقَالَ: [إِنَّ] (^٣) فِي الْبَلَدِ الْفُلَانِيِّ نُعْنُعًا يَطُولُ حَتَّى يَصِيرَ شَجَرًا، وَيُعْمَلُ مِنْ خَشَبِهِ سَلَالِمُ! فَثَارَ مِنْهُ أَبُو الْفَرَجِ هَذَا فَقَالَ (^٤): نَعَمْ، عَجَائِبُ الدُّنْيَا كَثِيرَةٌ، وَلَا يُنْكَرُ هَذَا، وَالْقُدْرَةُ صَالِحَةٌ، وَأَنَا عِنْدِي مَا هُوَ أَغْرَبُ مِنْ هَذَا؛ أَنَّ زَوْجَ حَمَامٍ يَبِيضُ بَيْضَتَيْنِ، فَآخُذُهَمَا وَأَضَعُ تَحْتَهُمَا سَنْجَةً (^٥) مِائَةً وَسَنْجَةً خَمْسِينَ، فَإِذَا فَرَغَ زَمَنُ (^٦) الْحِضَانِ انْفَقَسَتِ السَّنْجَتَانِ عَنْ طَسْتٍ (^٧) وَإِبْرِيقٍ! فَضَحِكَ أَهْلُ الْمَجْلِسِ، وَفَطِنَ الْجُهَنِيُّ لِمَا قَصَدَ بِهِ أَبُو الْفَرَجِ مِنَ الطَّنْزِ (^٨) وَانْقَبَضَ عَنْ كَثِيرٍ مِنْ حِكَايَاتِهِ".
قُلْتُ: وَقَرِيبٌ مِنْ هَذَا أَنَّ بَعْضَ مَنِ اتَّهَمْنَاهُ بِالْمُجَازَفَةِ حَكَى، وَنَحْنُ بِحَضْرَةِ
(^١) في هامش ب. وانظر هذه الغريبة مُسْندةً ومطولة: الحموي، معجم الأدباء، ٤/ ٦٤ - ٦٥.
(^٢) هو: الوزير الحسن بن محمد الأزْدي، من ولد المُهَلَّب بن أبي صُفْرة (ت ٣٥٢ هـ). انظر: ابن خلكان، وفيات، ٢/ ١٢٤؛ الذهبي، سير، ١٦/ ١٩٧.
(^٣) ساقط من أ، ق، ز، والمثبت من ب.
(^٤) في أ: وقال، والمثبت من باقي النسخ.
(^٥) هي سنجة الميزان، أي وحدة وزن. انظر: ابن منظور، اللسان، ٦/ ٣٨٥؛ فالتر هنتس، المكاييل والأوزان، ص ٩ - ١٠.
(^٦) في أ: زمان، والمثبت من باقي النسخ.
(^٧) في ب: طشت، وهي آنية الصُّفْر، قال الأزهري: "هي دخيلة في كلام العرب". انظر: الزبيدي، تاج العروس، ٣/ ٩٠. (مادة: طشش).
(^٨) هي السخرية. انظر: الرازي، مختار الصحاح، ص ١٩٣. (مادة: طنز).
1 / 120