[من الطويل]
تفكرتُ يا مولاي في بئرِ زمزم ... بمكةَ أرضٌ فخرُها لا يمثّلُ
وفي كونِ ما فيها من الماءِ مالحًا ... على أنها من سائِر الأرضِ أفضلُ
وقلتُ ألا هل من جوابٍ مبيِّنٍ ... وهل عندكم من حِكمة فيه تُعقلُ
فأجاب والد السائل عن ذلك نظمًا فقال: [من الطويل]
نعم عندنا فيه الجوابُ وأنه ... نفيسٌ أتى كالدُرِّ بل هو أمثلُ
فمكةُ عينُ الأرضِ والعينُ ماؤُها ... كما قد علمتمُ مالحٌ ليس يُجْهلُ
وسئل الحارث أيضًا (١) عن شرب الماء؟ فقال: هو حياة البدن، وبه ينتفع ما شرب منه بقدر، وشربه بعد النوم ضرر، وألطف المياه ماء الأنهار الجارية العظام وأبرده وأصفاه.
وقالت الحكماء (٢): الماء كله واحد وإنما تغيره الأرض، فمنه الخفيف والثقيل والعذب والملح والسخن والبارد، حكمة من اللطيف الخبير.
_________
= أما السائل فهو أحد أبنائه، وكلهم كان صاحب نظم واشتغال بالعلوم وهم:
١ - إبراهيم بن أحمد الباعوني. "الضوء اللامع" ١/ ٢٦.
٢ - محمَّد بن أحمد الباعوني. "الضوء اللامع" ٧/ ١١٤.
٣ - يوسف بن أحمد الباعوني. "الضوء اللامع" ١٠/ ٢٩٨.
ولم يتبين لي من السائل منهم لوالده.
(١) هذا الخبر من كتاب "ألف باء" لابن الشيخ ٢/ ٣٠٣.
(٢) هذا الخبر من كتاب "ألف باء" لابن الشيخ ٢/ ٣٠٣.
1 / 37