عن أبيه علي بن الحسين عليه السلام قال: (لما نزلت.. {والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا}[النور:4]، قام عاصم بن عدي فقال: يا رسول الله إن رأى رجل منا على بطن امرأته رجلا؟ وقال بلسانه إني وجدت مع امرأتي رجلا؛ فإن لم يأت بأربعة شهداء جلد ثمانين جلدة ولم تقبل له شهادة أبدا. فابتلى عاصم بن عدي بهذا من بين الناس، فأتى رجلا من قومه من بني عجلان يقال له عويمر أو هلال بن أمية، فقال: -يعني هلال-، إني رأيت شريك بن سحما مع امرأتي فلانة وإنها الآن لحبلى ما قربتها منذ أربعة أشهر، فقال عاصم: يا رسول الله ابتليت أنا بسؤالي إياك من بين الناس، وأخبره بالذي قال هلال، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لهلال: ((اتق الله، امرأتك وابنة عمك فلا تقل إلا حقا)) فقال هلال: أحلف بالله الذي أنزل عليك الكتاب لقد رأيته معها، وإنها لحبلى، وما قربتها من أربعة أشهر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للمرأة: ((ويحك أهو كما قال ما يقول زوجك)) قالت: أحلف بالله إنه لكاذب ما رأى مني شيئا يكرهه، ولكنه غيران، وشريك ابن عمي مبيته ومقيله عندي فلم ينهاني عنه ولم يخرجه من بيتي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لشريك: ((ويحك ما يقول هلال))، قال: أحلف بالله إنه لكاذب وما رأى شيئا، فأنزل فيهم {والذين يرمون أزواجهم ولم يكن لهم شهداء إلا أنفسهم ...} إلى قوله:{أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين }[النور: 9]، فلاعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بينهما، فلما فرغا أقبل الرجل فقال: يا رسول الله كذبت عليها، إن أمسكتها فهي طالق البتة، فمضت السنة في فرقة بينهما إذا تلاعنا.
أخبرنا السيد أبو العباس رحمه الله، قال: أخبرنا أبو زيد العلوي قال: حدثنا محمد بن منصور قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبه قال: حدثنا سفيان بن عيينه عن عمرو بن دنيار عن سعيد بن جبير.
عن ابن عمر قال: فرق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين المتلاعنين، وقال: ((حسابكما على الله، أحدكما كاذب، لا سبيل لك عليها))، قال: يا رسول الله مالي، قال: ((لا مال لك إن كنت صدقت عليها فهو بما استحللت من فرجها، وإن كنت كذبت عليها فذاك أبعد لك منه)).
أخبرنا السيد أبو العباس الحسني رحمه الله قال: أخبرنا الحديدي إسحاق بن إبراهيم قال: حدثنا أحمد بن ثابت قال: حدثنا علي بن الهيثم عن أسباط بن محمد عن عبد الملك بن أبي سليمان.
صفحة ٣٢٠