إبطال التأويلات لأخبار الصفات

أبو يعلى الحنبلي ت. 458 هجري
61

إبطال التأويلات لأخبار الصفات

محقق

أبي عبد الله محمد بن حمد الحمود النجدي

الناشر

دار إيلاف الدولية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

مكان النشر

الكويت

أعلم أن الكلام فِي هَذَا الخبر فِي فصول: أحدها: فِي إثبات ليلة الإسراء وصحتها. الثاني: فِي إثبات رؤيته لله تَعَالَى فِي تِلْكَ الليلة. الثالث: فِي وضع الكف بين كتفيه. الرابع: فِي إطلاق تسمية الصورة عليه. الخامس: قوله: لا أدري لما سأله فيم يختصم الملأ الأعلى. أما الأول: فهو أن الإسراء من مكة إلى بيت المقدس ومن بيت المقدس إلى السموات صحيح وأنه كان يقظة، وقد نص أَحْمَد عَلَى هَذَا فِي رواية المروذي، وحكي له عن موسى بن عقبة أنه قَالَ: إن أحاديث الإسراء منام، فقال: هَذَا كلام الجهمية، وجمع أحاديث الإسراء فأعطاينها وَقَالَ: منام الأنبياء وحي ٨٧ - وَقَالَ يعقوب بن بختان: سألت أَبَا عبد الله عن المعراج فقال: رؤيا الأنبياء وحي، فقد أثبت ليلة الإسراء وأنكر قول من قَالَ إنها منام، وقوله: رؤيا الأنبياء وحي معناه: أنها لو كانت مناما لكانت وحيا لأنهم أعينهم تنام وقلوبهم لا تنام والدلالة عَلَى صحته وإثباتها وجوه أحدها: قوله تَعَالَى: ﴿سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى﴾

1 / 104