إبطال التأويلات لأخبار الصفات

أبو يعلى الحنبلي ت. 458 هجري
51

إبطال التأويلات لأخبار الصفات

محقق

أبي عبد الله محمد بن حمد الحمود النجدي

الناشر

دار إيلاف الدولية

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤١٦ هـ - ١٩٩٥ م

مكان النشر

الكويت

عَلَى صورته " عَلَى صورة آدم، فقال أَحْمَد: فأين الذي يروى عن النبي، ﷺ: " إن الله خلق آدم عَلَى صورة الرحمن "، وهذا من أَحْمَد دليل عَلَى صحته. فإن قيل لا يجوز أن تكون هَذِهِ الزيادة صحيحة لأنه لا يجوز هَذَا فِي اللغة، لأن ما تقدم ذكره بالاسم الظاهر فإنه إذا أعيد ذكره كني عنه بالهاء من غير إعادة اسمه الظاهر كقولك: زيد ضرب عبده ولا يقال زيد ضرب عبد زيد والمراد بزيد الثاني الأول، وإذا لم يكن سائغا من جهة اللغة، لم يكن للإستعمال له وجه. قيل: هَذَا غلط لأنه قد يصح ذَلِكَ فِي العربية وقد ورد بذلك القرآن وأشعار العرب قَالَ تَعَالَى: ﴿يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا﴾ ولم يقل إلينا أو إليه، وكان يجب عَلَى ما قالوه أن يَقُول إلينا لئلا يعيد الاسم الأول، لأن النون هي اسم الرحمن، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ ولم يقل: وما يعبدون من دوننا، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ﴾ ولم يقل أنه يعلم، وَقَالَ تَعَالَى: ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله ولم يقل الحمد له، وَقَالَ الشعر وهو عدي بن زيد: لا أرى الموت يسبق الموت شيء … نغص الموت ذا الغنى والفقرا فأعاد ذكر الموت بلفظه، ولم يكن عنه بالهاء ولم يقل لا أرى الموت يسبقه شيء، وَقَالَ المتلمس: فأطرق إطراق الشجاع ولو يرى … مساغا لنابيه الشجاع لصمما فأعاد ذكر الشجاع بلفظه.

1 / 92