324

إبطال التأويلات - ط غراس

محقق

أبي عبد الله محمد بن حمد الحمود النجدي

الناشر

غراس للنشر والتوزيع

الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٣٤ هـ - ٢٠١٣ م

مكان النشر

الكويت

تصانيف

وقد قيل: في قوله: "في كل يوم جمعة" معناه يرونه على مقادير أَوْقَاتٍ الدنيا وأيامها، كقوله تعالى: ﴿وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا﴾ [مريم: ٦٢]. وذلك على التقدير بأيام الدُّنيا وأوقاتها، لأنَّ ليس هناك غَدوه وعشية وجُمعة (^١).
وأمَّا قوله: "في رمال الكافور" فلا يمتنع إطلاق ذلك عليه سبحانه، لا على وجه الانتقال، وهذا نظير قوله تعالى: ﴿وَجَاءَ رَبُّكَ﴾ [الفجر: ٢٢]. وقوله: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ﴾ [البقرة: ٢١]. وقد سبق الكلام في ذلك (^٢).
وأمَّا قوله: "أقْرَبهم منه مجلسًا" فلا يمتنع حمله على ظاهره في القُرْبِ من الذات، وكذلك قوله: ﴿ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى (٨) فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى (٩)﴾ [النجم: ٨ - ٩].
وكذلك قول النبي ﷺ: "يؤتى بالعبدِ يوم القيامة فَيُدْنيه الله فيضع كنفه عليه" وقد بينا فيما تقدم أنَّ ذلك على ظاهره في الدَّنو من الذَّات، وهذا الخبر محمول على ذلك.
فإن قيل: يحملُ القُرب على القُربِ من الثَّواب والكرامة والرحمة.
قيل: هذا لا يصح لوجهين: أحدهما أنَّ رحمتَه وكرامتَه وثوابَه سابقٌ لرؤيتهم له.

= الخبرة بحديث من تكلم فيه أو بحالة أو لتأخر عصره ونحو ذلك، فقال: المنهال بن عمرو تكلم فيه بلا حجة.
(^١) وكذا فسَّر الآية ابن جرير ﵀ في تفسيره (١٦/ ٧٧).
وساق بسنده عن عامر بن يساف عن يحيى قال: كانت العرب في زمانهم من وجد منهم عشاءًا وغداءً فذاك الناعم في أنفسهم، فأنزل الله: ﴿وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا﴾ قدر ما بين غدائكم في الدنيا إلى عشائكم.
يحيى هو ابن أبي كثير الثقة الثبت، وعامر بن يساف قال أبو حاتم: صالح (الجرح (٦/ ٣٢٩). فالإسناد حسن.
(^٢) انظر الجزء الأول (ص ١٣٠، ٢٥٥).

1 / 338