إبراز الغي الواقع في شفاء العي

عبد الحي اللكنوي ت. 1304 هجري
63

إبراز الغي الواقع في شفاء العي

تصانيف

الفقه

وقد يوجد الثاني دون الأول بأن سافر الآفاقي إلى المدينة بقصد الزيارة ، فاذا وصل إلى المدينة عرض له عائق أو أرضى عن الحضور حضرة قبر الرسول وزيارته ، فبين الأمرين عموم وخصوص من وجه تحققا .

إذا عرفت هذا فنقول : السفر إلى المدينة وشد الرحال إليهما بقصد المسجد النبوي جاء بالاتفاق ، حتى أن من حرم سفر الزيارة أجازه أيضا ؛ لورود الأحاديث الصحيحة في ذلك ، السفر إلى المدينة بقصد نفس زيارة القبر النبوي اختلف فيه : فينقل عن الجويني وعياض حرمته أخذا من حديث : " لا تشد الرحال" وغيره .

وقام لنصرة الرأي ابن تيمية وتلامذته : ابن القيم ، وابن رجب ، وابن عبد الهاد . وسلكوا في هذا مسلكه ، وحققوا في زعمهم ما حققوه لكن صدق عليهم :

تروح إلى العطار تبغي شبابها

ولن يصلح العطار ما أفسده الدهر

وقد قام نقاد فن الحديث والفقه لإبطال هذا الرأي ، وجعلوه سخيفا ، ونقضوا دلائل المنكرين ، وجعلوا طريق استدلالهم ضعيفا ، وصنف التقي السبكي في هذه المسألة " شفاء السقام في زيارة خير الأنام" ، فأفاد وأجاد .

وصنف في رده ابن عبد الهاد كتابا سماه " الصارم المنكي على نحر ابن السبكي" ملأه بزوائد مستغني عنها ، وأقوال مردودة قد رد عليها ، ولعمري أنه كتاب نفيس في بابه يشهد بتحر مؤلفه ، لولا ما فيه من دعاوي كاذبة وإعادة إقوال مردودة من دون أن يجيب عن ردها جوابا شافيا ، ويأتي في باب المنع الذي ذهب إليه شيخه دليلا كافيا .

صفحة ٧١