الفصل السابع
مصادر التاريخ القديم
لم يبق من المراجع القديمة ما يضاف إلى الأبواب السابقة غير أقوال المؤرخين الأقدمين.
وهؤلاء المؤرخون الأقدمون ينتمون إلى الأديان الكتابية الثلاثة، ويعول كل منهم على كتب دينه، فلا يناقضها، وقد يزيد عليها ما ينطوي فيها ولا ينفيها، وقد يأتي في أخبارهم ما يخالف كتب الأديان الأخرى، ويزيد عليها شيئا لا يسلمه من يعتقدونها، ولكن التواريخ القديمة على العموم لم تعتمد على مصدر غير كتب الدين وتفسيراتها في كل ملة.
وليس المقام هنا متسعا للإفاضة في النقل من كتب المؤرخين الأقدمين، فنحن نختار مؤرخا من كل ملة يقتدي به المقتدون في بابه، ونكتفي بيوسيفوس من مؤرخي اليهود، وأبي الفرج ابن العبري من مؤرخي المسيحيين، وأبي الفداء من مؤرخي المسلمين. (1) تاريخ يوسيفوس «سأتكلم الآن عن العبرانيين ...
فالج بن عابر ولد له رعوس، وولد لرعوس سيروج، وولد لسيروج ناخور، وولد لناخور ثيروس
Therrus ،
1
وهو أبو إبراهيم العاشر من سلالة نوح، ومولده في سنة 992 بعد الطوفان. ... وكان لإبرهيم أخوان: ناخور وآران.
وولد لآران «حاران» لوط وبنتان؛ هما: سارة وملكة، ومات في بلاد الكلدان في بلدة تسمى أور الكلدانيين، وقبره هناك يرى إلى اليوم ... وتزوج ناخور بنت أخيه ملكة، وتزوج إبراهيم بنت أخيه سارة، وكره ثيروس المقام بأور حيث فقد ابنه المحزون عليه حاران، فهاجر منها إلى شاران «حران» بالعراق، حيث مات ثيروس، وله من العمر مائتا سنة وخمس سنوات؛ إذ كان عمر الإنسان قد قصر، ولم يزل يقصر إلى عهد موسى، فأصبحت غايته مائة وعشرين سنة، وهو عمر موسى.
صفحة غير معروفة