يقول ابن تيميه: فاما اهل الحره فانهم لما خلعوا يزيد واخرجوا نوابه، ارسل اليهم مره بعد مره يطلب الطاعه فامتنعوا، فارسل اليهم مسلم بن عقبه المرى وامره اذا ظهر عليهم ان يبيح المدينه ثلاثه ايام، وهذا هو الذى عظم انكار الناس له من فعل يزيد!.
هكذا كان الخليفه معذورا في غزو المدينه، وفى قتل اهلها حتى لم يكد ينج منهم احد، وفيهم الصحابه من المهاجرين والانصار وابنائهم، فهو في كل ذلك كان متاولا لحفظ ملكه!.
انما عظم انكار الناس لاباحته المدينه واغتصاب نسائها ( حتى افتضت نحو الف عذراء)!.
يقول ابن تيميه متمما عذر الخليفه: لكنه - اى يزيد - لم يقتل جميع الاشراف ، ولا بلغ عدد القتلى عشره آلاف، ولا وصلت الدماء الى قبر النبى!!.
فاين منه اناس تفيض اعينهم لذكر النبى، وينتحبون انتحاب الثاكلات عند ذكر قبره الشريف؟! هل آلمه ان الدماء البريئه لم تصل قبر النبى؟! ام فرح بذلك ليتخذ منه عذرا يعود به يزيد خفيف الذنب؟!.
اين منه اولئك؟! واين منه اناس تذوقوا الاخلاق الكريمه وعشقوها؟! واين منه اناس اشمازوا من ذكر القبائح والجرائم وسفك الدماء البريئه؟! ولم يكل (الناصر للسنه) (المكافح عن السلف) من الكلام، يلف ويدور، ويروح ويجى ء، ورغم اطالته الكلام في الكفاح عن يزيد، فهو لم يذكر حرفا واحدا في اسباب خروج اهل المدينه المنوره على يزيد، لاى شيء كانت وقعه الحره؟ وماذا اراد منهم يزيد بعدها؟! ان زعيم حركه المدينه المنوره كان عبدالله بن حنظله، وابوه حنظله هو غسيل الملائكه الذى استشهد في احد جنبا صبيحه عرسه ، فقال فيه النبى(ص): (ان صاحبكم تغسله الملائكه).
قال عبدالله بن حنظله الثائر في اسباب نهضته على يزيد: (والله ما خرجنا على يزيد حتى خفنا ان نرمى بالحجاره من السماء! انه رجل ينكح امهات الاولاد، والبنات، والاخوات، ويشرب الخمر، ويدع الصلاه).
صفحة ٢٠٧