ابن تيمية حياته عقائده

صائب عبد الحميد ت. 1450 هجري
155

ابن تيمية حياته عقائده

اما عند ابن تيميه فالذى ينكر فضائل معاويه لا يكون الا شيعيا، تماما كما حكم اهل دمشق على النسائى، ولهذا السبب بعينه وصف الحاكم النيسابورى بالتشيع! فلم ينسب الحاكم الى التشيع لانه كان يقول بتفضيل على (ع)، بل لانه كتب في فضائل على، فقيل له ان يكتب في فضائل معاويه، فامتنع.

فلبى ابن تيميه ذلك النداء دون ان يساله احد!.

اما الحسن البصرى الذى عاصر معاويه ورآه وعرف سيرته، فقال فيه: اربع خصال كن في معاويه لو لم يكن فيه الا واحده لكانت موبقه: الاولى : انتزاوه على هذه الامه بالسيف حتى اخذ الامر من غير مشوره وفيهم بقايا الصحابه وذوو الفضيله. والثانيه : استخدامه بعده ابنه سكيرا خميرا يلبس الحرير ويضرب بالطنابير. والثالثه : ادعاوه زيادا، وقد قال رسول الله (ص): (الولد للفراش، وللعاهر الحجر). والرابعه : قتله حجرا واصحاب حجر،فيا ويلا له من حجر، ويا ويلا له من حجر.

وفوق كل ما قيل وما يقال قول النبى (ص) في الحديث الصحيح الذى لم يجادل في صحته احد، رواه مسلم والترمذى والنسائى وابن ماجه والبغوى، ذاك قول النبى (ص) لعلى (ع): (لا يحبك الا مومن، ولا يبغضك الا منافق).

وهل يجادل احد في ان معاويه كان من ائمه المبغضين لعلى (ع)، قاتله بغضا، وامر خطباءه في انحاء البلاد بلعنه هو واهل بيته على المنابر، بغضا، فمضوا على تلك الحال ستين عاما! امرهم الله ورسوله ان يتمسكوا بهم ويصلوا عليهم، وامرهم معاويه ان يقاتلوهم ويلعنوهم، فعبدوا معاويه من دون الله.

وامر معاويه اصحابه ان يختلقوا احاديث في النيل من على، بغضا.

وامرهم ان لا يتركوا له منقبه الا وضعوا للخلفاء الاولين ما يقابلها، بغضا.

ولا يتركون احدا يعرف بحب على الا محوا اسمه من الديوان، بغضا.

ثم جاء بعده من اشرب قلبه هذا البغض وحب ذاك البغيض، فجعل تلك الافعال كلها حسنات وفضائل واجتهادا في الدين! فهو ماجور عليها مشكور السعى!.

صفحة ١٥٥