وقد ظهرت تلك الاهواء في عقائد ابن تيميه ظهورا لا نظير له حتى عند اولئك الاقطاب الذين عاصروا الملوك الامويين ووطدوا امرهم. فلم يحظ الامويون طيله ايامهم برجل برر اخطاءهم وناضل في تزكيتهم كما صنع ابن تيميه بعد انقراضهم بسته قرون!.
فلم يكتف بالذب عنهم وتبرير افعالهم من نقض لاحكام الشريعه، وتعطيل لحدود الله، وافشاء القتل في اصحاب رسول الله وفى غيرهم من المسلمين، واستباحه المحرمات، واستباحه المدينه المنوره وقتل رجالها واستحياء نسائها، وهدم الكعبه الشريفه، وغيرها من الكبائر والفواحش. لم يكتف بهذا، ولم يقف فيه عند حدود وقف عندها قدماء اوليائهم، بل تعدى ذلك كله حين فاقهم جراه على السنه النبويه، بل حتى على النبى (ص) نفسه، فكذب احاديث صحيحه، وحرف معانى اخرى،وتعلق بالموضوعات، لا دفاعا فقط، بل تزكيه وتعظيما لاولئك الملوك.
وهاك في هذا التمهيد انموذجين فقط:
الانموذج الاول مع معاويه :
كان ابن تيميه اول رجل يحقق احلام دمشق القديمه في خلق كتاب في (فضائل معاويه).
فلم يكن معاويه بريئا فقط من كل ما تحمله في تاريخ حياته، بل هو صحابى مقدم له فضائل كثيره يجمعها ابن تيميه، ولاول مره في التاريخ، في كتاب مفرد بعنوان (فضائل معاويه وفى يزيد وانه لا يسب)! فيزيد هو الاخر وان كان له ذنوب فان له حسنات ماحيه لتلك الذنوب!.
ولا بد في البدء ان يبرى ساحه معاويه من كل ما يلحق بها ، حتى تلك الوصمه التى لحقتها حين استلحق زياد بن ابيه فجعله زياد بن ابى سفيان!.
هذه الوصمه يعود منها معاويه نقى الثوب في مدرسه التاويل!.
صفحة ١٥١