ولما كان الثار الاسلامى من الصليبيين قد ابتدا على يد عماد الدين زنكى صاحب الموصل الذى هزمهم اول مره على ابواب حران، ثم اقتحم عليهم الرها منتزعا اولى ولاياتهم الكبرى في سنه 539 ه ، ثم واصل قائده نور الدين محمود انتصاراته في سوريه، في حين كانت الدوله الفاطميه في اضعف ادوارها وقد اقتحم عليهم الافرنج الصليبيون مدن مصر حتى حصروا القاهره، استنجد الخليفه الفاطمى العاضد بنور الدين محمود فانجده بجيش يقوده شيركوه ويصحبه ابن اخيه صلاح الدين الايوبى، ليصبح شيركوه الشافعى وزيرا للعاضد الفاطمى الاسماعيلى، غير انه توفى بعد شهرين فقط، ليقع اختيار العاضد على صلاح الدين فيتخذه وزيرا وقائدا للجيوش على انه في الوقت ذاته كان نائبا لقائده نور الدين المستقر في دمشق.
فكانت نهايه العهدالفاطمى على يد الوزيرالجديد سنه 567ه.
ومن الطريف ان صلاح الدين الذى خطط مبكرا لانهاء الحكم الفاطمى تردد كثيرا في قطع الخطبه الفاطميه، حتى انبرى لها خطيب اعجمى يدعى نجم الدين الخبشانى، فخطب للمستضى ء العباسى الذى لا يعدو كونه رمزا مقيدا في بغداد بعيدا عن كل ما يجرى!.
فانفرد صلاح الدين بملك مصر موجها انظاره نحو الشام حتى ضمها الى ملكه بموت نور الدين سنه 569 ه ليوسس الدوله الايوبيه الفتيه في مصر والشام.
ثم توجه لمطارده الصليبيين، فافلح في طردهم من معظم المدن التى احتلوها، فلم يبق في ايديهم من المدن الكبيره سوى صور وطرابلس وانطاكيه. ولكن بعد مضى صلاح الدين ابتدا النزاع بين بنيه واخيه العادل وابناء اخيه، واشتد النزاع بين خلفهم، وكلما احس احدهم بالضعف استعان بالصليبيين على اخيه او ابن عمه ومنحهم مالا يملكون من المدن، حتى استعادوا اغلب ما انتزعه منهم صلاح الدين، وحتى القدس، تخلى لهم عنها الملك الكامل ابن العادل على ان ينصروه على الد خصومه، اخيه! صاحب دمشق.
صفحة ١٥