وقبل الدخول في تفاصيل هذا الكتاب، بل قبل مزيد من التعرف عليه، لا بد من تعريف واف بذلك الخصم الكبير، ابن المطهر، ابن العراق، البلد الذى له مع الشام - بلد ابن تيميه - قصه حوت نقائض عجيبه: فحيث الفت الجغرافيه بينهما جارين حليفين في ارض الهلال الخصيب، باعد التاريخ بينهما قبل الاسلام وبعده.
وحيث جمعتهما وحده المجتمع عرقا ودينا، فرقت (رووس المجتمع) بينهما على الدوام.
فلا غرابه اذن ان يكون هذا الفصل واحدا من فصول الصراع العراقى الشامى، وسنرى عند الختام انه كان كذلك!.
سنرى ابن المطهر علوى المولد والمنشا والممات والمعتقد، وابن تيميه امويا فيها جميعا، اموى المولد والمنشا والممات والمعتقد.
سنرى علويا ينطق بالحجه التى يعرفها خصمه ويتدين بها كما يعرفها هو، وامويا يرد عليه بما التقطه من عقائد المنحرفين فيذكرك بقميص عثمان المعلق على باب المسجد الاموى بدمشق وما يشيعه معاويه وعمرو بن العاص من ان عليا (ع) كان شريكا في دم عثمان ومناصرا لقاتليه!.
سنرى علويا ينطق بحجه القرآن والسنه، وامويا يقابله بفنون التاويل التى تذكرك بدهاء بنى اميه في اغراء الشاميين بما اظهروه من تاويل باطل لاى القرآن واحكام الدين.
سنرى علويا يجدد احاديث النبى (ص) في فضائل اهل بيته ووجوب اتباعهم، وامويا يجحد ذلك كله، فبعضا يكذب فيه، وبعضا يصرفه عن معانيه.
سنرى علويا ينتصر لدماء اهل البيت(ع)، وامويا يهدر تلك الدماء الطاهره على طريقه في التاويل تذكرك بجواب معاويه بن ابى سفيان حين قال له جنده: قتلتم عمار بن ياسر وقد قال فيه النبى (ص): ( تقتله الفئه الباغيه )! فاجابهم معاويه بقوله: ما نحن قتلناه، ولكن قتله الذى اخرجه معه الى حربنا فوضعه امام سيوفنا!.
سنرى اللغه العلويه تمضى على طريقتها في التذكير بالحق المهدور والسنه المهجوره ، تقابلها لغه امويه تعيش عصرها الذهبى في ريشه ابن تيميه.
صفحة ١٠٦