ثم تصدر النفس من العقل الفعال فهي بالمرتبة الرابعة، وتأتي «الصورة» وهي أقل من النفس وأشرف من المادة فهي بالمرتبة الخامسة، وتتلوها جميعا المادة في العالم الأسفل فهي أخس الموجودات، ولولا قبولها للصورة لكانت معدومة بالفعل.
النفس الإنسانية
فالنفوس الجزئية من فيض العقل الفعال، وهي جواهر تتلبس بالأجسام، ومن هذه الجواهر النفسية ما يتلبس بالأجرام السماوية وتحسب من الملائكة، ومنها ما يتلبس بجسم الإنسان، وما يتلبس بجسم الحيوان، ثم بأجسام النبات، ودونها المعادن، والاسطقسات الأربعة وهي النار والهواء والماء والتراب، وهي مبادئ الأجسام المركبة التي تتولد منها صنوف المواليد والتراكيب.
ويرى الفارابي مع أرسطو «أن النفس استكمال أول لجسم طبيعي آلي ذي حياة بالقوة»، وإنما يكون ذا حياة بالفعل من فيض العقل عليه.
فالنفس تمام الجسد.
والعقل تمام النفس.
وعلى حسب اتصال العقل بالحياة الجسدية يترقى من العقل الهيولاني إلى العقل بالملكة إلى العقل المستفاد، إلى العقل بالفعل وهو الذي يتلقى المعارف المجردة من العقل الفعال.
والعقل الهيولاني هو عقل الغريزة والإحساس، ويكاد الإنسان والحيوان يتساويان فيه.
والعقل بالملكة هو عقل المعلومات التي تحصل من التجارب الحسية والمعارف المتلبسة بالماديات.
والعقل بالفعل هو عقل الكليات المجردة، وهو نفحة من العقل الفعال، وفيض متسلسل من الوجود الأول، أو من الله.
صفحة غير معروفة