كان يحب الفأل، ويكره الطيرة، أفتراه كان يتفاءل بالشيء ولا يتطير من ضده؟ ويقول: إن النبي
صلى الله عليه وسلم
مر برجل وهو يرحل ناقة ويقول: يا ملعونة. فقال: لا يصحبنا ملعون. وأن عليا - رضى الله عنه - كان لا يغزو غزاة والقمر في العقرب، ويزعم أن الطيرة موجودة في الطباع قائمة فيها، وأن بعض الناس هي في طباعهم أظهر منها في بعض، وأن الأكثر في الناس إذا لقي ما يكرهه قال: على وجه من أصبحت اليوم؟ فدخل علينا يوم مهرجان سنة ثمان وسبعين وقد أهدي إلي عدة من جواري القيان، وكانت فيهن صبية حولاء، وعجوز في إحدى عينيها نكتة، فتطير من ذلك، ولم يظهر لي أمره، وأقام باقي يومه، فلما كان بعد مدة يسيرة سقطت لي ابنة من بعض السطوح ، وجفاه القاسم بن عبيد الله، فجعل سبب ذينك المعينين المغنيتين، وكتب إلي:
أيها المحتفي بحول وعور
أين كانت منك الوجوه الحسان؟
قد - لعمري - ركبت أمرا مهينا
ساءني فيك أيها الخلصان
فتحك المهرجان بالحول والعو
ر أرانا ما أعقب المهرجان
كان من ذاك فقدك ابنتك الحر
صفحة غير معروفة