296

ابن الرومي: حياته من شعره

تصانيف

يبقى أميرا بعد عزله

إن زال سلطان الولا

ية لم يزل سلطان فضله

وكان كأخيه محمد في نقد الشعر ولا سيما إذا مدح به غيره، فهو الذي سمى قصيدة ابن الرومي النونية في مدح إسماعيل بن بلبل بدار البطيخ لكثرة ما ذكر فيها من أسماء الفاكهة، فظرف في النكتة وإن لم ينصف في نقد القصيدة.

وقال ابن خلكان في ترجمته: «... كان عبيد الله المذكور أميرا ولي الشرطة ببغداد خلافة عن أخيه محمد بن عبد الله، ثم استقل بها بعد موت أخيه، وكان سيدا، وإليه انتهت رآسة أهله، وهو آخر من مات منهم رئيسا، وله من الكتب المصنفة: كتاب الإشارة في أخبار الشعراء، وكتاب رسالة في السياسة الملوكية، وكتاب مراسلاته لعبد الله بن المعتز، وكتاب البراعة والفصاحة وغير ذلك، وحدث عن الزبير بن بكار وغيره، وكان مترسلا شاعرا لطيفا، حسن المقاصد، جيد السبك، رقيق الحاشية، ومن شعره ما ذكره ابن رشيق في كتاب العمدة، في باب الاستطراد، قال: ومن الاستطراد نوع يسمى الإدماج، ونحو ذلك قول عبيد الله بن عبد الله بن طاهر لعبيد الله بن سليمان بن وهب حين وزر للمعتضد:

أبى دهرنا إسعافنا في نفوسنا

وأسعفنا فيمن نحب ونكرم

فقلت له: نعماك فيهم أتمها

ودع أمرنا؛ إن المهم المقدم ... وله ديوان شعر، ونقتصر من نظمه على هذا القدر، وكانت ولادته سنة ثلاث وعشرين ومائتين، وكانت وفاته ليلة السبت لاثنتي عشرة ليلة خلت من شوال سنة ثلاثمائة ببغداد ...»

ولعبيد الله أخ يسمى سليمان هو الذي هجاه ابن الرومي لأنه أخلف رجاءه في رد داره، وكانت بينه وبين عبيد الله قطيعة وملاحاة شديدة، ثم اصطلحا، فخلد ابن الرومي هذا الصلح في قصيدة دالية اقتبسنا منها فيما تقدم بعض أبيات.

صفحة غير معروفة