د ترى نشره كمثل الضباب
والغوالي وعنبر الهند والمس
ك على الهام واللحى كالخضاب
ولديهم وذائل الفضض البي
ض تباهي سبائك الأذهاب
لم أكن دون مالكي هذه الأم
لاك لو أنصف الزمان المحابي
ففي هذه القصيدة وصف واف لمناعم العيش في بيوت الطبقات الموسرة، ومعظمها من «الموظفين»، وفيها - مع هذا الوصف الوافي - تفسير واضح لتهالك الناس على العمالة والكتابة وسائر الوظائف التي يأتي رزقها من المرتبات والجبايات والرشى والأسلاب، وفيها - مع هذا وذاك - تفسير لنقمة الطبقات المحرومة، وللثورات التي كانت تهب من هنا وثم لرد الظلامات وإنصاف الفقراء، وأي شيء أدل على طلب الثورة والتلهف على قلب الأحوال، والتأهب لتلبية الداعين إلى الشغب من قول شاعر وديع كابن الرومي:
لهف نفسي على مناكير للنك
ر غضاب ذوي سيوف عضاب
صفحة غير معروفة