44

ابن قيم الجوزية وجهوده في خدمة السنة النبوية وعلومها

الناشر

عمادة البحث العلمي بالجامعة الإسلامية،المدينة المنورة

رقم الإصدار

الأولى

سنة النشر

١٤٢٤هـ/٢٠٠٤م

مكان النشر

المملكة العربية السعودية

تصانيف

ثم تأتي بعد ذلك سائر فئات الشعب، يتقدمهم العلماء والفقهاء، وغيرهم من المثقفين، وقد كانت هذه الطبقة تحظى باحترام الأمراء والسلاطين أكثر من غيرها. ثم في آخر هذا الترتيب الطبقي: عامة الناس من عمال، وفلاحين، وغيرهم من أصحاب الحرف الأخرى، الذين كانوا يشقون ويكدحون لراحة غيرهم مع ما هم فيه من الفقر والحرمان١. ثانيًا: تَعَرُّض الكثيرين من أبناء الشعب لألوان من الظلم: من ضرائب ومُكُوسٍ٢ باهظة، وهضم للحقوق، وغير ذلك. ففي شهر جمادى الأولى من سنة (٧١١هـ) (قُرِّرَ على أهل دمشق ألف وخمسمائة فارس، لكل فارس خمسمائة درهم، وضُربت على الأملاك والأوقاف فتألم الناس من ذلك تَأَلُّمًا عظيمًا) ٣. أما في سنة (٧١٢هـ) - بعد ذلك بعام - فقد "تكلم وزير السلطان في البلد، وطلب أموالًا كثيرة، وصادر وضرب بالمقارع٤، وأهان جماعة من الرؤساء" ٥.

١ ينظر حول ذلك: (العصر المماليكي في مصر والشام): (ص٣١٢ - ٣٢٥) . ٢ جمع مَكْس، وهو الجباية، مصدر، ثم سُمِّي المأخوذ (مكسًا) تسمية بالمصدر، وقد غلب استعمال المكس فيما يأخذه أعوان السلطان ظلمًا عند البيع والشراء. (المصباح المنير - مادة: مكس) وانظر: (لسان العرب - مادة: مكس) . ٣ البداية والنهاية: (١٤/٦٤) . ٤ جمع مِقْرَعَة، وهي خشبة يُضرب بها، وكل ما قَرَعْتَ به، وهي أيضًا ما تُقرع به الدابة. (مختار الصحاح: قرع، والمعجم الوسيط ٢/٧٢٩) . ٥ البداية والنهاية: (١٤/٦٩) .

1 / 59