هلموا إلى الخلع قبل الندم
وعودوا إلى أرضكم بالحجاز
وأكل الضباب ورعي الغنم
والذين لم يحسن إسلامهم من الفرس قاموا في صدر الدولة العباسية بمقالات دينية تضرب بعرق إلى المجوسية، وفتنوا بها كثيرا من الناس، مثل بها فريد المتكهن الذي كان يصلي الصلوات الخمس بلا سجود متياسرا عن القبلة، وسنباذ وإسحاق اللذين مر ذكرهما، وغير أولئك ممن حارب العرب بالقول أو الفعل.
أما الذين لم يدخلوا في الإسلام، فقد بقي كثير منهم في بلادهم على المجوسية، وظلت بيوت نيرانهم موقدة يقضون بها مناسكهم.
ولئن شاعت العربية في بلاد فارس وحذقها العلماء، فالفارسية ظلت حية بين أبنائها، فلقد روي عن جيش المختار الذي ثار على عبد الملك بن مروان أنه كان يتكلم بالفارسية، وهذا أبو تمام الطائي يقول وقد سمع مغنية فارسية في أبر شهر:
أيا سهري ببلدة أبر شهر
ذممت إلي في نومي سواها
شكرتك ليلة حسنت وطابت
أقام سرورها ومضى كراها
صفحة غير معروفة